تعتبر حقوق الإنسان قضية لا تشترى ولا تكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس لأنهم بشر... فحقوق الإنسان «متأصلة» في كل فرد.
وعندما يأتي الحديث عن حقوق الإنسان، فهي واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل أو الانتماء الاجتماعي. ولأننا ولدنا احراراً باعتبار هذه الحقوق حقوقاً «عالمية» مشتركة، إذ لا يمكن انتزاعها من احد أو أن يحرم شخص آخر منها حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده أو عندما تنتهكها تلك القوانين... فحقوق الإنسان ثابتة «وغير قابلة للتصرف».
ذات الأمر ينطبق على حقوق المرأة فهي جزء من حقوق الإنسان ومما تسعى إليه نساء العالم هو حق طبيعي وليس مفتعل كما يدعيه البعض الذي لا يحلو إلا أن يلصق على هذه الحقوق مسميات أو تحوير مفاهيمها بصورة مغايرة لصورة الأصل.
وعندما نجد نساء البحرين يتبادلن بالأمس التهاني بمناسبة يوم المرأة العالمي في ظل المراحل والمتغيرات التي طرأت على المجتمع البحريني التي بعضاً منها ما خدم في صالح المرأة ومنها ما أرجع المرأة إلى 50 عاماً إلى الوراء هي خطوة تثلج النفس على رغم المطبات التي مازالت تقف عائقا في تحقيق ما تصبوا إليه نساء هذا الوطن. لكن حتى استمرار هذه العراقيل يرجع الى أن المرأة نفسها تجهل حقوقها وتجهل المنهل الأساسي لهذه الحقوق المستمدة أساساً من حقوق الإنسان التي بإمكان الأشخاص المساعدة لتنمية إمكانات المرأة إلى الحد الذي يمكنها من فهم حقوق الإنسان والشعور بأهميتها وبضرورة احترامها والدفاع عنها.
نحن اليوم لا نبحث عن تهنئة أو تكريم لرائدات في العمل أو غيره بقدر ما نبحث عن حقوق نحصدها لأنها مازالت معطلة داخل مجتمعنا لأسباب قد تكون معروفة أو غير معروفة.
فالتكريم والتقدير الحقيقيين يأتي عندما تعطى نساء البحرين حقوقا تنصفها وتجعل منها فرداً فعالاً ومنتجاً داخل مجتمعها، والذي للاسف مازال فكر الأنظمة الأبوية يهمين عليه ولا يتحمل أي نوع من أنواع الاستقلال والنجاح للمرأة بمفهومها الحقيقي... في يوم المرأة أمس سمعنا بأن الجمعيات السياسية الرئيسية تتجه نحو أبعاد المرأة عن قوائمها التي ستطرحها في الانتخابات المقبلة، وإذا كان هذا صحيحا فإن ذلك يعني بان مسيرة نضال المرأة من أجل الحصول على حقوقها مازالت بعيدة عن الواقع وان المشوار ربما لم يبدأ بعد.7
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1280 - الأربعاء 08 مارس 2006م الموافق 07 صفر 1427هـ
