يحتفل العالم في الثامن من هذا الشهر باليوم العالمي للمرأة، ودعت منظمة اليونسكو لاختيار شعار «المرأة تصنع الإعلام» لهذا العام. ويبدو الشعار في مفهومه واسعاً وعميق المعنى، فالمرأة يمكنها أن تصنع الإعلام فعلاً من خلال أدوار مختلفة تلعبها، فهي تارة إعلامية تنقل أخباراً وتحللها، وتارة وجهاً لا تكتمل أية صورة إعلامية من دونه. وعانت المرأة الإعلامية من بعض التمييز مقارنة بزميلها الرجل، إذ لايزال الإعلام الجاد والهادف إلى حد ما صنيعة «رجالية»، بينما يطلب منها أن تكون وجهاً جميلاً يعرض موضوعات أقل أهمية. وهي نظرة بعيدة تماماً عن الحقيقة، إذ يمكن للإعلامية أن تقدم كل شيء في مقابل نقل الحقيقة، وفي مقابل إيمانها بمهنتها واجتهادها من أجلها. أطوار بهجت السامرائي اسم يختصر ببساطة جميع تلك المعاني، إذ عملت بحرفية ومهارة ونقلت الحقيقة بنزاهة وشرف، وإن لم يكن كل هذا كافياً لكي يعترف المرء بما يمكن أن تقدمه المرأة في المجال الإعلامي، فقد قدمت أطوار «حياتها» ثمناً غالياً يشهد لها ولجميع الإعلاميات بذلك.

نعم، لقد تم اغتيال أطوار، أثناء بحثها عن الحقيقة وأداء مهمتها التي وهبت نفسها من أجلها، وفقدت بالمقابل حياتها. فإن كان البعض يريد دليلاً على صحة شعار يوم المرأة العالمي لهذا العام، فليبحث عن أطوار، فهي شاهد حي وقريب على ما يمكن أن تقدمه المرأة إن آمنت بفكرة وقضية.