وزير الإعلام محمد عبدالغفار شرفنا بزيارة لصحيفة «الوسط» يوم أمس، ولابد من التقدم بالشكر إليه على سعة صدره أثناء الحوار الصريح الذي دار معه...
وقد أشار إلى أن الانتخابات هذا العام من المتوقع أن تكون ساخنة، وسيكون للصحافة دور أساسي في تنوير الناخب وتنمية روح المسئولية وموازنة القضايا بما يخدم مشروع جلالة الملك الإصلاحي.
لدينا انتخابات بلدية ونيابية، وإلى الآن لم تعلن الحكومة متى ستتم هذه الانتخابات. ففي العام 2002 أجريت الانتخابات البلدية في شهر مايو/ أيار، وأجريت الانتخابات النيابية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
ولكننا لا نعرف الموعد الرسمي للانتخابات هذا العام لأنه لم تظهر أية اشارة واضحة أو محددة لذلك.
على أن اشارة وزير الإعلام أكدت أن الانتخابات ستجرى هذا العام، وهو نفي (غير مباشر) لبعض الاشاعات التي تحدثت عن احتمال تأخير موعد الانتخابات.
كما أن الاشارة إلى أن الانتخابات ستكون «ساخنة» أمر متفق عليه، خصوصاً مع توجه جمعية الوفاق الى المشاركة في الانتخابات، وهو قرار من المتوقع أن يعلن عنه «مجلس شورى الوفاق» خلال الفترة المقبلة، وبذلك تدخل الوفاق بصورة رسمية إلى حلبة الانتخابات العامة.
هناك مخاوف جديرة بالاهتمام هذا العام، لأن عدداً من التوجهات بدأ يتحرك على أساس طائفي وبصورة فاقعة... وهذا لا يخدم الهدف الإصلاحي القائم على أساس تنمية المواطنة والمساواة أمام القانون وتقييم الأفراد على أساس الكفاءة.
في مقال سابق تم التطرق الى أن كثيراً من الأمم تمر بمرحلة الانتماءات «دون الوطنية»، مثل القبلية والطائفية والاثنية، وأن هناك دورة تمر بها الأمم لكي تنتقل إلى مستوى يجمع أكثر من الطائفة أو القبيلة. ولكن هذا لا يعني أن يتخذ البعض من النهج الطائفي استراتيجية محورية تعمق من خلال الانتماءات ذات الأثر التفريقي على المستوى البعيد.
الغريب في الأمر أن بعض من يتهم «الوفاق» بأنها تتحرك على أرضية شيعية فقط، يتحرك هو ذاته على أرضية طائفية مطعمة بالعنصرية ومملوءة بالاحقاد والضغائن... وهذا يلقي بالمسئولية على الجمعيات السياسية التي تمتلك جمهوراً واسعاً (سواء كانت الوفاق أو المنبر الإسلامي أو الأصالة) بأن تترفع - على الأقل من الناحية الرسمية - عن الخوض في قضايا تفريقية، وأن تصعد بجماهيرها إلى المشاركة في بناء وطن يعيش فيه الإنسان بكرامته ويرتقي فيه على أساس كفاءته.
مثل هذا الهدف يبدو صعب التحقيق في الفترة التي نمر بها خصوصاً مع صعود الانتماءات الطائفية إقليمياً، ولكن مع الارادة المستمرة تتحق الأهداف الكبيرة ذات المحتوى الأكثر سمواً
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1279 - الثلثاء 07 مارس 2006م الموافق 06 صفر 1427هـ