«لو نجح المؤلف في كتابة مقطع في وصف زهر اللوز، لانحسر الضباب عن التلال، وقال شعب كامل:

«هذا هو ... هذا كلام نشيدنا الوطني».

ليس زهر اللوز وحده المعني باستقصاءات الشاعر الكوني محمود درويش، الذي يلتقيه الجمهور للمرة الأولى في مملكة البحرين، الساعة الثامنة والنصف مساء اليوم في أمسية شعرية تعد حدثاً استثنائياً يأتي بعد ممانعات بالجملة لم يكن لها ما يفسرها تجاه هذا الشاعر الذي انفتحت عليه معظم العواصم العربية المتورطة بعقلية العسكر. ليس زهر اللوز وحده، وليس الزمان وحده الذي يظل درويش يطارده اينما ولّى وجهه في ذهاب أسطوري يستجلي ويستدعي ما لا يُرى، ليكون ماثلاً بفعل فضة الشعر وذهبه، وقدرته على النبوءة الكاملة