بدعوة كريمة من الشيخ فواز بن محمد بن خليفة آل خليفة قمت بزيارة شخصية للمؤسسة العامة للشباب والرياضة للاطلاع ومعرفة جميع الإنجازات الإدارية والرياضية التي يقوم بها رئيس المؤسسة وجميع العاملين فيها. وفي الواقع انبهرت.
في البداية. لابد أن أصرح بأني كنت - ومازلت - أكن الكثير من الود والاحترام والحب لشخص رئيس المؤسسة ومساعد رئيس المؤسسة ولجميع المديرين والعاملين فيها. وعندما كنت أكتب وأبين الحقائق وأنتقد. فذلك كان شيئاً نابعاً من حبي لبلادي ورموزها القيادية. ومحاولتي إيصال الحلول التي من شأنها أن ترفع اسم البحرين عالياً في جميع المحافل الإقليمية والدولية.
لقد كنا جميعاً. نحن ككتاب رأي متابعين لما يجري. ومسئولين عن الرياضة في مملكة البحرين ومضطلعين بما يجري. نعمل جميعاً من أجل هدف واحد. ألا وهو خدمة الوطن ورفعته والمحافظة على مكتسباته. لكن، والاعتراف بالحق فضيلة، لم تكن عندي الكثير من المعلومات عن الأسباب الحقيقية التي كانت تحول دون تحقيق الكثير من الأهداف الطموحة لرئيس المؤسسة.
كانت زيارة مثمرة ومفيدة. والشيخ فواز بشخصيته المتواضعة والمرحة والمطلعة على كل صغيرة وكبيرة في مؤسسته الضخمة جعل الساعتين تمضي وكأنهما عشر دقائق. الله يعطيه الصحة والعافية. كانت لديه حركة ديناميكية عجيبة. ولياقة بدنية وذهنية غريبة. تمكنه من عمل ثلاثة أشياء في الوقت نفسها.
تعرفت من خلال الزيارة على الكثير من الأمور التي أنجزتها مؤسسة الشباب والرياضة في الأعوام الماضية، والأمور التي هي في طور الإنجاز الآن، والأمور الموجودة على الأجندة وسيتم إنجازها بحسب الجداول الزمنية المحسوبة لها. وكان الشيخ فواز من حبه لعمله. يتحدث عن الإنجازات وكأنه يتحدث عن أبنائه.
تناقشت مع رئيس المؤسسة في الكثير من الموضوعات التي تهم الرياضة والرياضيين في البحرين. وتكلم سعادته عن رؤيته المستقبلية للرياضة. وشرحت له الكثير من رؤيتي المستقبلية للشباب والرياضة. وتكلم هو عن المعوقات التي ليس له يد فيها ومن الممكن أن تقف حجر عثرة في طريق طموحاته. وشرحت له الكثير من الخطط التي تزيل المعوقات، وتقلبها، وتجعلها في صالح الشباب والرياضة في البحرين.
أنا أرى من ناحيتي أن أكبر عقبة تقف في طريق تحقيق ما نصبو إليه (شبابياً ورياضياً) تتمثل في صعوبة إيصال المعلومات الصحيحة عن تسلسل الأولويات التنموية لدي غالبية الشعب البحريني. وخصوصاً شريحة المثقفين. وإذا تمكنا من طرح وشرح وإيصال فكرتنا عن الفوائد التي سيجنيها البلد (حكومة وشعباً) إلى مجموعة المثقفين. فإنهم وبكل تأكيد سيكونون عوناً لنا في تطبيق الطرح وشرحه للقيادة الحكيمة. ثم يصبح بعدها برنامجاً على أرض الواقع. من بعدما كان حلماً فقط.
المؤسسة العامة للشباب والرياضة يتبين من اسمها ماهية الواجبات المطلوبة منها، الشباب والرياضة، ما يعني العناية بالشباب أولاً، وعمل البرامج الرياضية الصحيحة لهم، وشملهم ضمن منظومة دراسة وعمل وتدريب، ثم تطوير قدراتهم الرياضية بما يخدم مصلحتهم والمصلحة العامة للبلد، ثم وضعهم في منافسات داخلية قوية تشرف عليها اللجنة الأولمبية حتى تصف لهم الأجنحة القوية التي تمكنهم من الطيران في عالم الاحتراف وجني المكاسب المادية. ومن ضمن هذا الواجب الرئيسي تأتي موضوعات الإنشاءات. والإشراف على الوضع الرياضي العام في البحرين.
من خلال الزيارة، أطلعني رئيس المؤسسة على خطط وبرامج جميع الإدارات العاملة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة. وهذه الخطط مكتوبة بشكل أنيق ومنسق ومتعوب عليه كثيراً. ويجمعها ملف كبير (كثير الصفحات وثقيل الحجم). وطبعاً هذا الملف مثل الطبخة التي بالسهولة يعرف ذويق الطعام اسم الذي طبخها. لذلك أنا عرفت من أول صفحة أن الشيخ فواز هو المشرف الرئيسي على إنجاز هذا العمل المضني.
في الملف الذي لا أعتقد بأن أياً من وزارات الدولة عملت مثله في هذه المدة القياسية. توجد جميع الأعمال التي ستنجزها المؤسسة في العام الجاري. من أول يوم في يناير/ كانون الثاني وحتى آخر يوم في ديسمبر/ كانون الأول. ومفصلة فيه أعمال كل إدارة على حدة. ومبين فيه كل دينار يصرف من الموازنة. أين صرف ومتى.
الآن تعرفنا على كل ما يجول في ذهن رئيس المؤسسة. والباقي هو أن يعرف المسئولون أن التنمية في البلد لا تأتي إذا لا يوجد استقرار. والاستقرار يأتي من العناية وتشغيل الشباب الذين هم دائماً ذخر البلد
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1278 - الإثنين 06 مارس 2006م الموافق 05 صفر 1427هـ