بدأ العد التنازلي لحلبة البحرين الدولية لاستقبال الحدث العالمي المهم المتمثل في انطلاق جائزة البحرين الكبرى لسباقات الفورمولا 1 الذي ستكون انطلاقته هذا الموسم من البحرين، ويواجه القائمون على التنظيم في حلبة البحرين تحدياً جديداً لتأكيد قدرتهم على المحافظة على مؤشر التنظيم في ارتفاع مستمر من موسم إلى آخر بعد السمعة التي اكتسبتها الحلبة من خلال تنظيم السباق في العامين الماضيين، والتحدي الأصعب الذي واجهه العاملون في حلبة البحرين هو كيفية ملء المدرجات للموسم الثالث على التوالي، بل قد يكون الهاجس الأكبر خلال الأيام الماضية، ووضح ذلك من خلال البرامج الترفيهية الضخمة المصاحبة للسباق لكي يتحول السباق إلى مهرجان عائلي يمكنهم من كسب الكثير من الجماهير، فلسفة إعلانية جيدة لكنها مؤقتة طبعاً، إذ يجب عليهم اختراع فلسفة أخرى وصرف المزيد من الجهد والأموال من أجل كسب الجماهير في الموسم المقبل وسيستمر هذا الحال طويلاً وسيزداد صعوبة مستقبلاً. هناك حل آخر ربما يكون حلاً أمثل لزيادة رقعة شعبية رياضة المحركات وربما يكون تأثيره أكبر من المهرجانات الصاخبة، من خلال فتح قنوات أقوى بين الحلبة و الصحافة المحلية، وتنظيم ورش عمل وندوات للصحافيين البحرينيين من أجل زيادة ثقافتهم في مثل هذا النوع من الرياضات حتى يتمكنوا من تأدية دورهم كما يجب وإيصال رسالتهم إلى كل بيت من خلال الصحف اليومية، ولو نظرنا إلى التغطية الصحافية المحلية لسباقات الفورمولا 1 خلال الأيام الماضية سنجد أن معظمها مقتبسة من مواقع على الإنترنت أو من خلال ما تبثه الوكالات المحلية، ونادراً ما تجد صحافياً يكتب قراءته الشخصية للبطولة من خلال متابعته ومن خلال معرفته ودرايته بقوانين اللعبة وفصولها. لذلك نأمل أن تقوم الحلبة بفتح مجال أوسع للصحافة المحلية من خلق مزيد من االتواصل وعدم تحويل الحلبة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية يصعب الوصول إلى موظفيها ما يسبب فجوة كبيرة بين الصحافة والحلبة، مع خالص تمنياتنا لهم بالتوفيق.