يصادف غداً، الثامن من مارس/ آذار، «اليوم العالمي للمرأة»، الذي يعد مناسبة تحتفل بها سنوياً المجموعات والاتحادات النسائية في أرجاء مختلفة من العالم إضافة إلى الامم المتحدة.
هذا اليوم الذي تستعرض فيه نساء العالم تاريخها النضالي من اجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد تسعة عقود من الزمن تقريبا بينما نحن في البحرين نحبط تجربة هذا النضال عبر وضع العراقيل الكثيرة وخصوصا فيما يتعلق باشهار الاتحاد النسائي الذي اقرته المحكمة الكبرى الاسبوع الماضي ولم تتقبله وزارة التنمية الاجتماعية التي تقر بأن القوانين «لا تسمح باشتغال الاتحاد بالسياسة»... ولا ندري حقا إن كان هذا هو السبب الحقيقي ام هي حجج ومماطلات؟!
وخصوصا انه لايمكن الفصل بين السياسة والحياة العملية إذ إن هناك ارتباطاً جدلياً فعدم الحديث عن السياسة كأن يمنع المرء من شرب الماء.
كل ذلك يدفعنا الى السؤال هو كيف تكون المرأة عدوة للمرأة وما هو في صالحها خصوصاً عندما تكون وزارة التنمية تقودها وزيرة وسيدة فاضلة مثل فاطمة البلوشي التي من المفترض ان تشجع المرأة في ابراز دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الى خدمة قضاياها كونها في موقع صنع القرار بدلا من ان تكون حجرة عثرة تعرقل مشروع نسوي مثل الاتحاد النسائي يمتد لتاريخ نضالي يمثل شتى اطياف المجتمع البحريني كما هو معروف للجميع.
فليس منطقيا الا يشهر الاتحاد بحجة اشتغاله بالسياسية التي هي واقعا متداخلة ومترابطة في حياتنا وكما هو الحال مع الاتحاد.
كما انه وحتى الآن لم نسمع من الوزيرة أي موقف ايجابي مع المرأة البحرينية سواء من اجل الاتحاد اومن اجل ما تقوم به المرأة من دور في مجتمعها والعمل على رفع انتاجيتها وذلك من خلال مساعدة الأم العاملة مثلا في توفير حضانات داخلية لا منزلية ورياض أطفال داخلية أو تابعة للمؤسسات العامة والخاصة وذلك لضمان حق المرأة في الاستقلال الاقتصادي وتعزيز دورها المشارك في مجتمعها
ان الوزيرة بكل تأكيد تعي من موقع مسئوليتها ما قد تستطيع ان تقدمه لصالح المرأة البحرينية العادية والعاملة وصولا الى نساء القاع... فقضية الاتحاد لا تخص فئة دون أخرى بل هو صوت يطالب بحقوق ومطالب مازالت عالقة تبحث عن حلول جذرية...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1278 - الإثنين 06 مارس 2006م الموافق 05 صفر 1427هـ