طويل العمر... صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر... أطال الله في عمره المديد... وسدد خطاه... وأبقاه لنا... ولهذا البلد الكريم ذخراً وملاذاً... ماذا قال بالأمس؟... بل ماذا لم يقل سموه في مجلس الأمس؟... والله هذا لا يحتاج له مقال... أو اثنين أو ثلاثة... هذا يحتاج له صحافة كاملة ومجتمعة في عدة جرائد... تحدث سموه وأبدع... وقال كلاماً صادراً من صميم قلبه.

بالأمس... وفي مجلس صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر... أبدع سموه الكريم في الكلام المنمق، وغير المرتب له مسبقاً... تحدث من قلبه، وعلى السليقة... لا كتاب في يده، ولا ملاحظات أمامه... وقال كلاماً صادراً من قلبه لعموم الشعب البحريني... والكلام الصادر من القلب... بلا شك... يذهب للقلب مباشرة.

لأول مرة في حياتي... أرى مسئولاً كبيراً... وفي مجلسه الكبير... يتجلى في الحديث مثلما تجلى صاحب السمو رئيس الوزراء بالأمس... حديث كله حب للوطن، وحب للمواطنين، وحب لكل خير يحصل عليه أبناء البلد الذي نحن نتشرف بالانتماء إليه... نعم تجلى صاحب السمو بالأمس، وجعل جميع الحضور في مجلسه الكريم يصغون، ويبتسمون، ويضحكون، ويصفقون لهذا الحضور الذهني الفريد من نوعه.

بداية... تكلم صاحب السمو عن فتح قلبه ومجلسه ومكتبه لكل من يريد التحدث إليه... وتطرق في هذا الشأن عن هموم المواطنين التي يعرفها، وتمنى أن يستمع إلى الهموم التي لا يعرفها أو لا تصل إليه... وبوده أن تصل إليه حتى يجد لها الحلول المناسبة... وذكر سموه أنه يتمنى أن تكون جميع أبواب المسئولين الآخرين مفتوحة للمواطنين، حتى يتم تنفيذ ما يجول بخاطره حول سياسة الباب المفتوح التي دائماً ما ينتهجها في مسيرة حياته العملية... وتكلم وأسهب كثيراً عن هذه النقطة التي بلا شك ستحل الكثير من مشكلات المواطنين المعلقة... والتي يتمنى سموه إيجاد الحل السريع لها.

ثم تحدث سموه بطريقة شمولية عما تعمله حكومة مملكة البحرين من خدمات جليلة للمواطن... الذي هو دائماً ما تكون له الأولوية في جميع المشروعات التنموية التي عملت، أو التي في طور التنفيذ، أو التي ستعمل مستقبلاً إن شاء الله... وتكلم سموه عن أبناء الوطن بطريقة جعلتنا... نحن المستمعين... نتأكد بأنه يتحدث عن أبنائه الذين لا فرق بينهم، وهو يريد الخير لهم جميعاً... والحكومة برئاسته... إن شاء الله.. سوف لن تألو جهداً في تطبيق جميع القرارات التي ستمكن المواطن من الحصول على جميع ما يحتاجه.

تطرق صاحب السمو... في حديث الأمس... عن أمن البلد، وأمن المواطن... وقال إن مملكة البحرين وبقيادة صاحب العظمة جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المفدى ستحافظ دائماً وأبداً على الأمن والأمان... وعلى المكتسبات التي تحققت... والمكتسبات التي هي في طور التخطيط... وأن البحرين سوف لن ترضى لأيّ كان بالمساس بأمن وأمان المواطنين... على المستويين الداخلي والخارجي.

الطريقة التي تحدث بها سموه عن الصحف البحرينية... والصحافة بشكل عام... كان فيها الكثير من التشويق الذي ينم عن سعة اطلاعه ومعرفته بكل ما يكتب... سواء في الصحف البحرينية (جميعها) أو في الصحف الخليجية والعربية والعالمية... وصاحب السمو يطلب من الصحافيين وكتاب الرأي أن يكتبوا بكل حرية وبلا حدود، وبأمانة تامة تمليها عليهم الضمائر الحية في الطرح... وبما يفيد الوطن والمواطن.

لقد دمج سمو رئيس الوزراء بين الأمن والصحافة في حديث الأمس... وبطريقة جعلتنا نضحك ونصفق لهذا الذكاء الحاد في طريقة الطرح... يقول سموه إن بعض الصحف الخليجية تتكون من أكثر من مئة صفحة، وغالبية صفحاتها مخصصة للإعلان والدعايات لكبرى الشركات... وفي البحرين نجد أن كل صحيفة لدينا لا تحتوي سوى على عشرين صفحة، وغالبيتها مقالات، وكل مقال بحجم الخبز الفرنسي المشهور. في مجلس سمو رئيس الوزراء بالأمس تكونت لدي بعض الملاحظات حول عدد من الأشياء وهي أن بعض الحاضرين نسوا، أو تناسوا إغلاق التليفونات النقالة التي أزعجت الحاضرين... وأحد الحضور كان لابس بدلة وواضع سماعة التليفون (البلوتوث) على أذنه... الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة قال لي إن الرجل كأنه واضع مشبك غسيل الملابس على أذنه.