يحمل الزرقاوي (الجنسية الأميركية)، وهو من مواليد تكساس، وصناعة مخابراتية أميركية، والذي سأتفضل ببيانه للقراء في أقوى سبق صحافي بحريني على الاطلاق، إنه ثمة في الجيش الأميركي «فرقة خاصة» تقوم بتدبير عمليات القتل لبعض الجنود الأميركيين بهدف إلصاق التهمة بالزرقاوي في عملية مخابراتية مزدوجة!
اكتشفنا بعد حادث الاعتداء على مرقد «العسكريين» في سامراء، طبقة جديدة من التكفيريين، هؤلاء التكفيريون الجدد قادمون من شوارع تكساس أو فلوريدا، الظاهر لنا - أن عميد الإرهاب الأميركي - المستر «الزرقاوي» كان يتلقى تدريباته بالقرب من صحراء نيفادا، وأن التغطية الصحافية (أي الغطاء)، بمعنى تغطية الحدث لإنتاج نجاح ومازال ينجح بامتياز في صناعة «ثقافة الهروب» من الواقع العربي المر.
الولايات المتحدة التي سارعت بطلب المساهمة في إعمار الضريحين لابد أن تكون المتهم الأول، فطلب المساهمة في إعمار المرقدين مجرد «تكتيك مفضوح»! كان دخول مجموعة مسلحة بأسلحة «حقيرة الصنع» إلى المقام وتفجيره يتطلب تدخل «البنتاغون»، والتخطيط تولاه رامسفيلد بمساعدة استراتيجية من كوندليزا رايس! الحقيقة التي يجهلها القراء، أن جميع المؤسسات الأميركية كانت تعد لهذه العملية وتنتظرها، وأن التخطيط للتفجير كان معداً حتى قبل حرب التحرير!
والآن، هل أستحق لقب المحلل السياسي «الفلتة»! ما أسهل هذه التقنية وأكثر رواجها.
أن نحاول التهدئة و«التحذير» من حرب طائفية أمر، وأن نمارس تصدير الحقائق اللاعقلانية على القارئ باتهام الأميركيين بتفجير المرقد الشريف هو أمر آخر. فليكن، ثمة في العراق بوادر حرب طائفية وتصارع سياسي، والأميركيون لاعب سياسي، ولا أعتقد أن «شماعة» الولايات المتحدة تتسع لأكثر مما ألصق إعلاميونا بها.
وبما أن السياسة تحتمل كل شيء، كان اتهام الولايات المتحدة الأميركية هو كلمة «باطل»، أُريد بها «حق»، تختلف الأسس الأولية في قراءة الصراع العراقي، إلا أن الأميركيين يدركون أن الحصول على عراق هادئ ومستقر، هو خيار استراتيجي لسببين: الأول نجاح حرب التحرير الأولى، والثاني، التمهيد لحرب التحرير المقبلة (دمشق).
الأميركيون لا يحتاجون إلى فك الارتباط بحلفائهم في العراق، وهم يدركون أن مصالحهم الاستراتيجية في الجنوب والشمال العراقي أثمن من أن تعرض للفوضى! وليست التحليلات الذاهبة إلى اتهام الولايات المتحدة بما جرى سوى محاولات تهرب عن تعريف الفاعلين الحقيقيين. ولعلهم «القاعدة»، ومن تبقى من أذناب البعث في العراق.
جميل منا أن نحاول التهدئة ومحاصرة العنف... ولكن الأجمل أن نكتب الحقيقة بوضوح
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ