العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ

عقدة حرف «د»

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

إن أسوأ نواقص التعليم في مملكة البحرين خلال مرحلة الـ 12 عاماً التي يقضيها الطالب متنقلا من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية ثم الثانوية التي تسبق دخوله للجامعة هي أن نظام التدريس نظام حفظ و تلقين، وليس نظاما يعتمد على تحفيز العقل نحو التفكير والبحث واستنباط المعلومات بنفسه.

وهذا أمر قد يكون طلاب بعض أفرع المرحلة الثانوية في استثناء عنه، إلا أن باقي الأفرع و السنوات الست للمرحلتين السابقتين يبقيان على النمط نفسه وبالتالي فإن الطالب يتفاجأ حين يجد نفسه في الجامعة أمام نظام تدريس مختلف، يقوم فيه الأستاذ بشرح العناوين والتطرق إلى بضع نقاط أساسية داخل الفقرة ثم ينتقل للعناوين التي تليها مباشرة، وعلى الطلبة بعد ذلك إعادة البحث والمواصلة بشكل شخصي على ما جاء به الأستاذ خلال محاضرته ليتمكن من معرفة تفاصيل الأمور المتعلقة بالموضوع الذي تم شرحه.

وبما أن التعليم الثانوي ليس موضوع صفحتنا، فإن علامة الاستفهام ترفع فوق بعض أساتذة الجامعة، وخصوصاً - والأمر ليس بقاعدة - ذوي الأصول العربية أو حتى البحرينيين منهم، و الذين (رأسهم وألف سيف) في تقرير طريقة التدريس التي ينتهجونها والتي تروق لهم، كالمرور على الموضوعات بشكل سطحي من دون الخوض في تفاصيلها، إضافة إلى استخدام أساليب و اصطلاحات من الفضاء الخارجي من دون النظر إلى المستويات الفكرية المتفاوتة للطلبة في الفصل؛ فمن فهم فهم، ومن لم يفهم فأبواب المعاهد الخاصة وحلقات المراجعة والتقوية مفتوحة للجميع، كما أن الانسحاب من المادة لمن يعتقد أنه لن ينجح هو أمر وارد و مقبول، وينسى أخونا الكريم أن رسالته كأستاذ تلزمه أن (يعلم) وكيفما كانت نظرته للتعليم فإن خروج الطالب من دون أن يفهم من المادة شيئاً هو أمر مشين ومسيء حتى مع وضع الاختلاف في القدرات التحصيلية للطلبة كمبرر لعدم فهم البعض.

والملاحظ أن المدرسين الأجانب وخصوصاً من العرق الأحمر- والأمر أيضا ليس بقاعدة - يتعاملون مع الطلبة بمنظور التعليم الذي عايشوه منذ صغرهم، والذي يقتضي بإقناع العقل وليس تلقينه واستعراض النظريات عليه وكيفية تطبيقها من دون أن يعي الطالب الهدف والمعنى المرتبط بها، فتجده يتدرج في شرح أسس الموضوع ويبسطها، ثم يتفرع منها إلى الأمور الأكبر حتى يستوفي الموضوع من جميع جوانبه، ويعامل الطالب ببساطة ويبدي رغبة داخلية - تبرز من خلال أفعاله وأسلوب كلامه - في تعليم الطالب وتقديم ما يفيده، فلا يترفع عليه ولا تسيطر عليه - كما هو حال الأساتذة العرب - عقدة حرف «د» الذي يسبق اسمه خلال تعامله مع طلابه.

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً