في البحرين تتجلى الطائفية في ألوان وأثواب عدة، وتظهر لنا في كل يوم بحلة جديدة يحيكها رواد الطائفية الذين لا يهنأ لهم عيش، وأبناء هذا الوطن يعيشون في وحدة وطنية لا فرق فيها بين سني وشيعي إلا بالتقوى.
الطائفيون الجدد، هم أولئك الذين يعشقون أن يكونوا في صدارة مختلف المواقع التي تمكنهم من الضرب على الوتر الطائفي من خلاله، مدفوعين بما لديهم من نفوذ وبلاشك بما يمولون به من مال من جهات تخدم مصالحهم وكل ذلك في سبيل خدمة أهداف الطائفية البغيضة، تراهم في أحضان السلطة التشريعية يتربصون بكل تحرك فاعل يسعى إلى خير هذا الوطن، ولا يتوانون عن تشكيل حاجز من النار إن استدعى الأمر إيقاف أي مقترح لا يناسب توجهاتهم، فتارة يرفضون مقترحاً لتدريس المذاهب الخمسة بدعوى أن هذه الخطوة من شأنها تفكيك اللحمة الوطنية وزرع أشواك الطائفية بين أبناء الوطن، غير أنهم نسوا أو لعلهم تناسوا من هم أبطال إشعال الفتن الطائفية، وتارة أخرى يقفون في وجه مشروع إسكاني يخدم قرية من القرى المنسية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، بحجة أن هذا المشروع أو غيره يجب أن يستفيد منه أهالي تلك المنطقة، ما الداعي؟ ولماذا؟ ألهذا المستوى وصلت حمى الطائفية لديكم؟
طائفيون بلا حس إنساني، هم متلونون واستغلاليون، يوظفون كل ما لديهم من أجل عيون الطائفية، يستفيدون من حضورهم الاجتماعي في كسب الناس تجاههم ولصالح أفكارهم الهدامة، يزرعون الفتن ويؤلبون الناس على بعضهم ويدسون السم في العسل، مستغلين منابر المساجد التي وضعت لذكر الله وهم بعيدون كل البعد عن شرع الله بفعلهم هذا.
والعجب العجاب أن تؤدي لافتات جمعية التوعية الإسلامية الأخيرة إلى إشعال حمية هؤلاء الشرذمة، فيما يتوارون عن التعليق على نشر كتيب طائفي مسموم بين طلاب المدارس، فطوبى لكم يا عشاق الطائفية!
العدد 1276 - السبت 04 مارس 2006م الموافق 03 صفر 1427هـ