العدد 1276 - السبت 04 مارس 2006م الموافق 03 صفر 1427هـ

جمعية «صبر»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

السنة التي سنتها جمعية العمل الوطني الديمقراطي باستحداث اسم مختصر لها يحمل مسمى «وعد» أصبحت الآن موضة سياسية بحرينية. وفي البدء فان الفلسطينيين أكثر من استخدموا الأسماء المختصرة لمؤسساتهم، وعليه فان لدينا «فتح»، و«حماس»، وحتى وكالة الانباء الفلسطينية تسمى «وفا».

بعد «وعد»، تحدث أعضاء جمعية العمل الإسلامي عن اسم مختصر لهم وهو «عدل»... وجمعية مراقبة حقوق الإنسان تقول إن لديها اسماً مختصراً لاحد برامجها وهو «احترام». والأكثر من ذلك ان جماعتين أعلنتا عن نفسهما في الوقت نفسه ولكن لاهداف مختلفة (وربما تناقضه)، اذ أطلق بعض من انشق عن جمعية الوفاق اسم «حق» على حركتهم، بينما أطلقت الجمعيات الليبرالية حملة للحريات الشخصية تحت اسم «لنا حق».

حركة «حق» تتحدث عن الحقوق العامة، بمعنى الحق السياسي، والحق في العمل، والحق في السكن... إلخ، أمام حركة «لنا حق» فتتحدث عن الحريات الشخصية، مثل الحرية المدنية، وحرية الاعتقاد، وعدم فرض نمط معين من السلوك الشخصي على الآخرين.

كل هذه الحركات والمسميات تعبر عن أطياف المجتمع، وهي ترمز الى أفكار وشعارات وتوجهات متنوعة، بين اليسار واليمين، وبين الديني والليبرالي، وبين الثوري والحقوقي، وحقوق الرجل والمرأة. على أن أفضل ما سمعته و ما طرحه أحد أصحاب الاعمال الذي اقترح تشكيل جمعية باسم «صبر»، لان ما يتطلبه اجراء معاملة في البحرين يحتاج الى صبر أيوب... فهناك الف عقبة تنتظر من يفكر في مشروع، وهناك عشرات الاجراءات، وعشرات التوقيعات المطلوبة لتمرير معاملة هنا أو هناك، وهناك بطبيعة الحال مسارب الفساد التي تعشعش في البيروقراطية المميتة التي لا يمكن تمرير الاعمال من خلالها الا بوسائل «غير اعتيادية»

ربما ان الامور تغيرت في بعض الجوانب، ولكن الواقع يقول بأن المعاملات التي يمكن تمريرها في بلدان مجاورة خلال اسبوع تتطلب في البحرين ستة أشهر، وربما سنة أو سنتين. وبعض الاجراءات التي صدرت في الفترة الاخيرة يقصد منها تبرئة ذمة هذا الطرف أو ذاك من اتخاذ القرار الحاسم، وبالتالي يقع المستثمر او صاحب العمل فريسة لمن يود تعطيل معاملته.

على انني اعتقد بان جمعية «صبر» يحتاجها غير رجال الاعمال، لان المواطن العادي أصبح ينتظر «صابرا» رحمة السماء في كثير من شئون حياته اليومية، سواء كانت مشكلته سكنية أو البحث عن فرص عمل على اساس الكفاءة.ولقد تعود البحرينيون ان يم تعيين الاشخاص في مختلف المناصب التي تسطر عليها الدولة والقطاع العام على اسس بعيدة في كثير من الاحيان عن مقاييس الكفاءة...

جمعية صبر نحتاجها لانها الانسب لكل صاحب عمل يود ان ينشط من دون اجراءات بيروقراطية وتمصلحات داخل هذه البيروقراطية، ونحتاجها لكل مواطن يبحث عن اعتماد اسس المواطنة والسواسية والكفاءة، ونقترح الى جمعيات رديفة مثل جمعية «سواسية» و«مواطنة» و «كفاءة»، وكلها ستكون مساندة للحركات والجمعيات التي أعلنت عن نفسها أخيراً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1276 - السبت 04 مارس 2006م الموافق 03 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً