العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ

العمل الديني ومحظور الدعم الرسمي

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

أثارت اللجنة المنظمة لمهرجان الملا عطية الجمري الأول، الذي أقيم أخيراً، زوبعة من العيار الثقيل في أوساط العمل الديني «المحافظ» باختراقها لمحظور تبني الرعاية الرسمية في مشروعها. وبقدر ما تفهم البعض دواعي الإقدام على هذه الخطوة في ظل المساعي للقفز فوق «قطيعة» الدينيين مع الجهات الرسمية من أجل سدّ الفجوة الحاصلة، فإن آخرين اغتاظوا جداً من هذه المحاولة التي اعتبروها «تجاوزاً» لمحرمات الحركة الدينية، ما أدى إلى ردود فعل كثيرة، تنوعت بين المقاطعة التامة للمهرجان والانسحاب المفاجئ لاحقاً الذي أربك القائمين على المهرجان.

البعض البعيد عن ساحة العمل الإسلامي (الشيعي خصوصاً) في البحرين ربما يستغرب الحديث عن هذا النوع من القطيعة، غير ان ارض الواقع والمعطيات التي أولدتها احتقانات الحقبة الماضية تشير إلى وجود هذه المحظورات فعلاً، ولا أدل على ذلك أكثر من حال الدفع والجذب بين الحكومة والعلماء جراء إشهار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (الرسمي) من جهة وتأسيس المجلس العلمائي (المتملص عن الرسمية) من جهة أخرى. ولا يمكن لأي متابع إنكار هذا التجاذب الذي ألقى بظلاله سنوات عدة على طبيعة الأنشطة الدينية التي تقوم بها الكثير من المؤسسات (اللارسمية خصوصاً) في أنحاء البحرين، وذلك بتحاشي إعطاء فعالياتها أية صبغة رسمية تفادياً لأي احتجاج من قبل المحسوبين على الخط «العلمائي».

هذا الوضع «المتكهرب» الذي كانت للدولة اليد الطولى في صنعه بمحاولات الإقصاء المستمرة لهذه الفئة، مازال يحتاج إلى شيء من التفكيك والحلحلة، وخصوصاً في ظل المساعي التي لا يفتأ أحد الطرفين يصرح بالرغبة فيها صدقاً أو مداراة. كما أن الحملة الشعواء على مضامين الخطاب الديني في لغته وأساليبه جعلت الكثير من أبناء هذا التيار يفكرون في إعادة ترتيب أوراقهم ومحاولة التأسيس إلى خطاب يتناسب وتغيرات المرحلة عبر النقد الذاتي أولاً والاستفادة من آراء المختصين في المجالات الأخرى ثانياً، وهذا ما ألمح إليه نائب رئيس المجلس العلمائي السيدعبدالله الغريفي في خطابه ضمن فعاليات المهرجان.

وهنا لا نغفل أن مشاركة الشيخ عيسى قاسم والغريفي في فعاليات المهرجان على رغم صبغته الرسمية جعلت الكثيرين يحجمون عن نقد المهرجان ويعيدون النظر في قراءتهم للواقع، بينما حملها البعض الآخر على «متطلبات موقعهما التي تفرض عليهما المداراة». وبين هؤلاء وأولئك تتواصل سلسلة من الأسئلة الملحة عن حدود المساحة التي يسمح بها العلماء للاندماج الرسمي، مع الأخذ في الاعتبار ما يطرحه القائمون على المهرجان من مبررات كثيرة صرحوا بأنهم عرضوها على العلماء المعنيين وأخذوا مشورتهم فيها قبل الاقدام على خطوتهم

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً