صالات القادمين في المطارات، عالم مثالي. عالم خارج الترتيب والنظام السائد في ما بعد تلك المساحة.
القبلات والعناقات ودموع من نوع آخر، لن يتاح لك أن تجدها بذلك الكمِّ الهائل خارج تلك الحيزات. ستجد النقيض من ذلك.
ماذا لو تحوَّلت حيزاتنا إلى صالات للقادمين في الموانئ، حيث العناق الوفير، والقبلات التي لا تحصى، والدموع التي هي بالطبع من نوع آخر؟
لكأنَّ أفلاطون كتب «جمهوريته» في صالة للقادمين بأحد موانئ أثينا!
***
يوم الثلثاء، تحتشد فيه كل الكوارث التي عرفتها في تاريخي. من موت ابني البكر، إلى الطلاق. إلى تجربة الاعتقال المتكررة في دولة خليجية بسبب علاقات مع عناصر لحزب محظور عالميا! إلى اعتقال في إقامة قصيرة في بلدي، إلى أمر قبض بالخطأ حسمه وفصل فيه رقم «البطاقة الذكية!!!!!!!» وموضوعه قضية نشر، إلى مزاج الشارع... القلب... من يحبك في الطرف الآخر من المكان.
***
أكتب هذا الهذيان في فجر الثلثاء. الليلة التي لا أنعم فيها بنوم يذكر. يوم يذكرني بـ «الصنطرية» الغلاظ (تعبير يستخدم للسجَّانين)، يستفرغون اللغة العربية أكثر من الحديث بها، وكنت كثيرا ما أتمنى أن يتعاملوا معنا بلغة الإشارة حفظا لكرامة وبهاء هذه اللغة.
صارت لديَّ عقدة من الأشخاص الذين أتوجس منهم خيفة. أراهم في هيئة وسحنة كوارث يوم الثلثاء، وكثيرا ما كنت أتندَّر في حضور أصدقاء بإطلاق نعْتِ الثلثائيين عليهم!
***
أجمل عطْر لامرأة، ذلك الذي تجده في مصعد خالٍ، وغرفة انتظار!
***
الوحشة لدى البشر كانت قبل العطر النسائي. بعده تضاعفتْ!
***
لا أفهم. كيف تحب من دون أن تختبر الألم؟
***
الهشاشة ليست في البكاء. الهشاشة كثيرا ما تأتي في ضحك غافل أو متغافل!
***
أكره الشرط. إنه مشنقة من كلام!
***
كثيرا ما يكون الظن حارسا أمينا. كثيرا ما يكون اليقين خنجرا.
***
المشغولون بالتيه يأسرهم توهم احتشاد الواحات!
***
أبحث عن نجمة في هذه الحلكة الشبيهة بالنكران!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ
