إحدى الأخوات أرسلت لنا تساؤلات حول تمديد الدوام المدرسي، وإيمانا مني بحرية الرأي، وتطبيقا للشفافية ومبدأ المساواة، فإننا نعرض الرأي الآخر، حول تمديد الدوام المدرسي، بعد أن طالبت 63 مدرّسة من مدرسة المحرّق الثانوية، التي سيطبّق عليها النظام في العام المقبل، بعدم تمديده لأسباب عديدة مناطة بهن.
تقول الأخت في رسالتها: «لقد تمَّ توزيع عريضة على المعلّمات في مدرسة المحرّق الثانوية للبنات الآنفة الذكر، وتمّ جمع تواقيع المعلّمات، إلا أن هناك معلمات أُخريات لم يقبلن التوقيع، إيمانا منهن بأهمية تمديد اليوم المدرسي، وعندي بعض التساؤلات، أتمنى أن توضع في صحيفتنا الغرّاء (الوسط)، وبعيدا عن أي تحزّبات أو إثبات الرأي الآخر.
أولا: ماذا تسمّي المعلمة التي تقبل أخذ ساعتي الرضاعة، لمدة عامين وترفض تمديد الدوام المدرسي لمدة 45 دقيقة؟
ثانيا: ماذا تسمّي المعلّمة التي تضع أبناءها في المدارس الخاصة، مع علمها بأنَّ المدارس الخاصة تتأخر في الدوام المدرسي حتى الساعة الثالثة عصرا في بعض الأحيان، وتدفع المبالغ الطائلة لوضع أبنائها في هذه المدارس؟
ثالثا: ماذا تسمّي المعلّمة التي تُتيح لأبنائها التعلّم لمدة أطول، حتى يستفيدوا من وقتهم في العلم، وتحرم أبناء البحرين من نفس الوقت الذي ستضعه الوزارة لمصلحتهم؟
رابعا: ماذا تسمّي المعلمة التي تطلب إتاحة الفرصة لها للخروج من المدرسة عند الحاجة، ومراعاة ظروفها ولمدة متفاوتة، وترفض قبول تمديد الدوام المدرسي 45 دقيقة، سعيا لإنجاح العملية التعليمية من قبل الوزارة لأبنائنا الطلبة؟
خامسا: هل الطقس يختلف عند طلبة المدارس الخاصة حتى يتأخّروا إلى ما بعد الثانية ظهرا، عنه عند طلبة المدارس الحكومية في نفس البلد الواحد؟
سادسا: هل جميع مباني المدارس الخاصة أفضل من مباني المدارس الحكومية أم ماذا؟
سابعا: ماذا نسمّي دوام موظّفي الحكومة إلى الساعة 2,15 ظهرا، ويمتد في بعض المؤسسات إلى 4 عصرا، أليس إنصافا لهم أن يكونوا متساوين مثل موظّفات المدارس؟
لقد وجدتُ الكثير من أبنائنا الطلبة ينتظرون خارج سور المدرسة، ويمتد بقاؤهم إلى أن يصل ولي أمرهم بعد خروجه من عمله، الأمر الذي يسبّب الكثير من المشكلات الأخلاقية عند بعض المراهقين والمراهقات، وشهدت يا أستاذة مريم بنفسي الكثير من المشكلات السلوكية والأخلاقية، في هذه الفترة بالذات.
وأعتقد بأنَّ المدرسات وأغلبهن يساندنني الرأي، بأنَّنا ما قبلنا هذه «الشغلة» إلاّ حبا فيها وحبا في تطوير عملية التعليم، وعملية التعليم ليست بسيطة، وليست كلها تحفّها المرونة والليونة، بل إنها تأخذ من طاقتنا ومن أعصابنا ومن أجسادنا الكثير، وحتى لو لم نكرّم من قبل وزارة التربية والتعليم، وحتى إن كنا لا نرضى عن بعض سياستها، فإننا في حب دائم مع أبنائنا الطلبة ومصلحتهم تشكّل لنا ضرورة سرمدية لا محال منها. وأشكر لكِ ولرئيس التحرير الدكتور منصور الجمري، على وضع رأيي وإيصاله إلى معلماتي الفُضليات.
وبعد هذه الرسالة، فإننا نتمنى من المدرسات، ومن وزارة التربية والتعليم، التعاون من أجل أبنائنا الطلبة، فهم بالتالي نصب الأعين، وهم من سيستفيدون من قرارات الوزارة. كما نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن توضّح وجهة النظر، التي بنت على أساسها تمديد الدوام المدرسي، ونشكر لها جهودها الحثيثة في تطوير سير العملية التعليمية والتربوية في البحرين
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2487 - الأحد 28 يونيو 2009م الموافق 05 رجب 1430هـ