تتجه الأنظار اليوم إلى ساحة النجمة اللبنانية، إذ ينعقد الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري آملا في التوصل إلى حلول للخلافات بين اللبنانيين بشأن مسائل مفصلية.
ومن المقرر ان يجتمع المحاورون إلى الطاولة المستديرة من دون ان يكون هناك رئيس للحوار، إذا أكد بري أكثر من مرة انه ليس رئيسا للحوار بل هو طرف فيه، مشيرا إلى ان إدارة جلسات الحوار مسألة يتفق عليها.
وحسب المعلومات فإن هناك عشرة رؤساء وفود وكتل برلمانية محسوم مشاركتهم في الحوار هم: بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة والأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله وزعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري وزعيم كتلة الإصلاح ميشال عون وقائد القوات اللبنانية المسيحية سمير جعجع والرئيس السابق أمين الجميل والوزير محمد الصفدي والنائب الياس سكاف. أما تمثيل الأرثوذكس فهو سيكون من خلال النائبين ميشال المر وغسان تويني.
وعشية الحوار لم يخف اللبنانيون من قوى سياسية وعامة الشعب مخاوفهم من محاولات التشويش وإثارة بعض المسائل التفصيلية، خصوصا في ظل سيادة المناخ المسموم بين قوى الحوار. فالسجال الذي سبق الحوار اللبناني يوحي إننا في (صومال آخر) لا تتفق حكومته على مقر دائم لمجلس وزارئها، بل إن غالبية الوزراء يحضرون الجلسات بعد أن غيروا البدل الرسمية ببدل عسكرية وجهزوا ألسنتهم بالأسلحة والقذائف.
أما إذا أخذنا بما نسمعه في السجال، فإن التركيبة التي يفترض أن تدير لبنان وتشارك في الحوار الوطني ستكون خالية من (اللبنانيين). فخلف كل طرف محلي طرف إقليمي أو دولي: فالرئيس إميل لحود هو في نظر الأكثرية النيابية (وديعة سورية). والأكثرية، في رأي لحود «مستعبدة» لأجنبي. وحزب الله وأمل مدعومان من سورية وإيران، حسب رأي القوى الدولية. فكيف سيكون الحديث بين هؤلاء في الجلسة؟. فلننتظر اليوم ولنر ماذا سيحدث؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1273 - الأربعاء 01 مارس 2006م الموافق 30 محرم 1427هـ