العدد 1273 - الأربعاء 01 مارس 2006م الموافق 30 محرم 1427هـ

المفتاح وبارا وسلمان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استضافت قرية بوري مساء الاثنين الماضي ثلاث شخصيات في ندوة بعنوان «الحسين ضمير أمة وليس ضمير طائفة». أول المتحدثين الشيخ عبدالناصر عبدالله، الذي ألقى ورقة وكيل وزارة الشئون الإسلامية إمام جامع جمعية الإصلاح في المحرق فريد المفتاح، الذي أشار إلى «أن العصر الذي نعيش فيه يتميز بتلاشي المسافات وسرعة التغيرات... والمسلمون مطالبون بإيصال رسالتهم بأساليب مؤثرة ناجحة».

وأشار إلى أن الخطاب الإسلامي تعتريه سلبيات مثل التقوقع والانغلاق، والتعميم والإطلاق، والتبعية والعنف، فالبعض لا يرى سوى نفسه واستخدام العنف ضد الآخر».

وأكد ضرورة ان يوجه الخطاب الإسلامي ليخاطب كل العالم، وسطياً بناء إيجابيا، لا سلبيا هداماً. وقال «علينا الاعتراف بأن الاختلاف من طبيعة البشر، وأن نؤمن بكرامة الإنسانية والآدمية، كما يجب أن نتعاون مع أي شيء إيجابي لدى الآخر وتنميته، فمن أهم الأسس التقريب بين جميع التيارات».

الضيف الآخر هو المفكر والكاتب المسيحي السوري أنطوان بارا، الذي يعرفه الخليجيون من خلال إطلالته قبل ربع قرن في كتابه «الحسين في الفكر المسيحي»، إذ تحدث عن «الحسين ضمير الأديان إلى أبد الدهور»، مشيراً إلى أن ملحمة الحسين (ع) لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في الماضي أو الحاضر، ولولاها لبقي الإسلام عقيدة باردة في الصدور، إذ مهدت لروح ثورية وثورة في الروح، وذكرت المسلمين بالكرامة واستحوذت على ضمائرهم».

وأكد الضيف القادم من الكويت، ان القدرة الإلهية التي اختارت إبراهيم لتكسير الأصنام وموسى لمواجهة فرعون، هي التي اختارت الحسين لهذه المهمة.

أما الضيف الثالث فهو الشيخ علي سلمان، الذي بدأ حديثه بالتلفت يميناً وشمالاً، ليتابع بعينيه عبارات من «زيارة وارث» مخطوطة على جدران المأتم، وفيها نوع من التكريم والتسليم على شهيد الإسلام والإنسانية الخالد، فقد تحدث عن «الحسين إماماً لكل المذاهب». وأشار إلى ان هذه المذاهب تفاعلت تاريخياً مع «حسين المبادئ والقيم، التي تعتبر نقطة توحد تحتضنها كل المذاهب والرسالات الإلهية. ولولا الحسين لأصبح المسلمون في حرج تاريخي من الثورة أو الحركة لأجل الإصلاح». وفي إشارة جميلة إلى عبارة أخرى مخطوطة على قماش قال: «إن (يالثارات الحسين) معناها إحياء مبادئ الحسين، وليس معناها القتل وسفك الدماء».

الجمهور الذي أطربه حضور شخصيات متنوعة، سني وشيعي ومسيحي، على منصة واحدة، كلهم يتحدثون حديثاً راقياً عن سبط الرسول (ع)، شجعه على طرح الكثير من الأسئلة من بنات البيئة. الشيخ عبدالناصر ردا على إشكال أحد الحضور عما يظنه صمتاً على ما يجري في العراق من فتنة وقتل، بأنه لا يمكن مؤاخذة السنة بعمل التكفيريين، فهم يرفضون مثل هذه الأعمال وأدانوها بوضوح.

وبخصوص عدم حدوث التفاعل بين الطوائف الأخرى مع قضية الحسين، أجاب الشيخ علي سلمان بنوع من النقد الذاتي، حين أشار إلى ما يلعبه الشيعة أنفسهم من دور في عدم حصول مثل هذا التقارب.

لقاء جميل، اجتمعت فيه القلوب والعقول، ما أحوجنا اليه، في زمن لم نعد نسمع فيه غير جلجلة الفتن والمحن

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1273 - الأربعاء 01 مارس 2006م الموافق 30 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً