يبدو أن توزيع الكتيب - الذي يحمل اسم محبة النبي (ص) في ظاهره، والذي لا يحتوي في باطنه إلا التضليل والتكفير لاحدى الطائفتين الكريمتين في المملكة - في إحدى المدارس الثانوية للبنات ليس أمرا عفويا.

كتبت في هذه الزاوية عن الموضوع في عددين سابقين وتفاجأت بعد ذلك بعدد من الاتصالات من مدارس مختلفة، تشير إلى أن لكل مدرسة منها قصة مع هذا الكتاب، ما يؤكد عدم العفوية! كانت بداية تخطي هذا الكتاب أسوار عدد من المدارس هي ذريعة الدفاع عن النبي بعد الإساءة إليه بالرسومات الكاركاتيرية، إذ اقترحت إحدى المدرسات جمع مبلغ 100 فلس من كل طالبة من طالبات إحدى المدارس لشراء هذا الكتاب وتوزيعه!

لابد من أن تفتح وزارة التربية تحقيقاً، ولابد أن تطلع المواطنين على سيره ونتائجه، لأن معالجة هذه القضايا بعيدا عن أولياء الأمور سيخلق قلقا على أبنائهم الذين تعلموا في أسرهم التسامح بين الأديان، وتفاجأوا في مدارسهم بترويج التكفير بين المذاهب. وعملية منظمة كهذه، لا يمكن أن تمررها الوزارة مرور الكرام، أو تتجاهل عواقبها بالاستهانة بالأمر واعتباره «حسن نية» واختلاق العذر لمن يقومون ببث سموم الطائفية في الأمكنة التي نتوقع أن يتربى فيها أبناؤنا التربية الحسنة!