يوم الاثنين 27 فبراير / شباط 2006 (أمس الأول) كان متعباً بالنسبة إليّ... كنت قد تسلمت دعوة من السفارة الإيرانية لزيارة إيران مع وفد صحافي خليجي وعربي والإطلاع على المنشآت النووية الإيرانية والموقف الإيراني وطبيعة الاتفاق الجاري بين إيران وروسيا بشأن إنشاء شركة مشتركة لتخصيب اليورانيوم وكيف يستعد الجميع لاجتماع 6 مارس/ آذار المقبل عندما تقرر وكالة الطاقة الدولية موقفها الأخير من إيران وفيما إذا كانت ستسلم الأمور كلها إلى مجلس الأمن...
كان عليّ الاستعداد لأن الدعوة وجهت إليّ قبل فترة قصيرة من السفر وكانت أمامي الكثير من الأعمال، وعليه لم يصل مساء الاثنين إلا وكنت مرهقاً. عندما استقليت الطائرة كنت امل ان اغتنم الفرصة من أجل الحصول على قسط من الراحة والنوم... ولكن بعد فترة وجيزة من جلوسي على المقعد وإذا بالرئيس الإيراني السابق
سيد محمد خاتمي، ومعه ثلاثة أشخاص، يستقلون الطائرة بعد قدومهم من مؤتمر في قطر راجعين إلى إيران عبر البحرين. وبالتالي فإن فكرة النوم والراحة قد ذهبت، وبدأت الأسئلة تدور في ذهني بينما كنت اتحدث أيضاً مع مرافقي خاتمي طمعاً في الحصول على مقابلة معه على متن الطائرة... وتم الاتفاق ان يكون ذلك بعد تناول الطعام.
أما أنا فلم أعد أفكر في الطعام، وإنما بدأت اسطر الأسئلة التي سأوجهها إلى خاتمي... وكتبت الكثير من الأسئلة منها ما يأتي:
- هل فشلت دعوة خاتمي لحوار الحضارات التي احتفلت بها اليونيسكو العام 2001، بينما كان ذلك العام هو أيضاً عام التفجيرات الإرهابية؟
- هل فشلت دعوة خاتمي لإحياء المجتمع المدني الإسلامي وتم قبرها برحيله ورحيل التيار الإصلاحي من مواقع القرار في إيران؟
- هل تحتاج إيران للطاقة النووية لإنتاج الطاقة مادام عندها ثاني أكبر مخزون للغاز في العالم؟
- ما هو رأيه في تخصيص الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي 75 مليون دولار لتمويل المعارضة الإيرانية؟ وما هو موقفه مما طرحته وزيرة الخارجية كوندليزا رايس أثناء جولتها الشرق أوسطية الأخيرة؟
- لماذا بدأنا نسمع عن قلاقل في المناطق العربية والكردية ونسمع عن ظهور مفاجئ لحركات صوفية وصلت في انشطتها حتى إلى قم المقدسة، وهي جميعها مخالفة للنظام؟
اسئلة كثيرة دارت في ذهني... ولكن في نهاية الأمر لم استطع الحصول إلا على ثلاثة أجوبة لأن الطائرة وصلت طهران
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1272 - الثلثاء 28 فبراير 2006م الموافق 29 محرم 1427هـ