العدد 2487 - الأحد 28 يونيو 2009م الموافق 05 رجب 1430هـ

الانتخابات الإيرانية بمنظور آخر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الانتخابات الإيرانية التي جرت في 12 يونيو/ حزيران الجاري نتج عنها إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بنسبة أكثر من 63 في المئة، بينما حصل المترشح مير حسين موسوي على نحو 34 في المئة من الأصوات. الذين صوتوا في الانتخابات بلغ عددهم نحو 39 مليون شخص، وعليه فإن أحمدي نجاد حصل على أكثر من 24 مليون صوت، بينما حصل موسوي على أكثر من 14 مليون صوت.

الفارق بين أحمدي نجاد وموسوي يبلغ أكثر من 10 ملايين صوت... وهذا الرقم مهم جدا، لأن عدد أفراد البسيج ومن يرتبط بهم يبلغ نحو 10 ملايين شخص، وهؤلاء يصوتون بحسب «أوامر عسكرية - دينية» لا يمكن مخالفتها، لأن هذه الأوامر تعادل قوتي «الأمر العسكري» و«الفتوى الدينية» بصورة مجتمعة، ومخالفة الفتوى تعني بالنسبة لمن يتبع المفتي ارتكاب معصية. وعلى هذا الأساس، لو حذفنا 10 ملايين صوت «عسكري- ديني» من أصوات أحمدي نجاد، فإن عدد الأصوات التي حصل عليها من المدنيين الذي يملكون خيارا يقارب عدد أصوات موسوي، وسيكون تقريبا لكل واحد منهما 14 مليون صوت.

وهذا يعني أن علينا أن ننظر إلى الانتخابات الإيرانية بمنظور مختلف. فهناك تصويت العسكريين، وفي أكثر البلدان، فإن للعسكريين حق التصويت دون الترشيح، ولكن العسكري ينبغي أن تكون لديه «حرية الخيار»، تماما كما هي لدى المواطن الذي لاينتمي إلى السلك العسكري، وإلا فإن الصوت لايمثل صاحبه وإنما يمثل السلطة التي أمرت بتوجيه الصوت في هذا الجانب أو ذاك. فصناديق الاقتراع إنما صممت لكي يكون كل إنسان حرا، ويتبع ضميره دون أوامر أو إملاءات لاختيار المترشح. أما الذين لايقدرون على الاختيار -لأسباب صحية أو لأسباب دينية أو لأسباب عسكرية أو أية أسباب أخرى- فإنهم معفون من التصويت أساسا.

الزاوية الأخرى هي أن المجتمع الإيراني منقسم نصفين (بعد إزالة الأصوات العسكرية)، أحدهما يرى في أحمدي نجاد أنموذجا للرئيس الزاهد في الدنيا والقريب من الفقراء والمبدئي الذي لا يخشى «قوى الاستكبار العالمي»، والنصف الآخر يسعى إلى الانطلاق نحو الخيارات المتاحة لإيران على المستويات الاقتصادية وعلى المستوى العالمي، إذ إن الفترة التي سبقت الانتخابات كانت تتحدث عن دخول إيران كطرف إقليمي رئيسي معترف به من قبل القوى الأخرى، وبالتالي فإن إيران بحاجة إلى من يواكب هذه المرحلة بقدرات تنفيذية ودبلوماسية ربما لايمتلكها أحمدي نجاد المعروف عنه خطابه الحاد.

مهما كانت التحليلات، فإنني أعتقد بأن الايرانيين قادرون على لملمة صفوفهم بعد كل الذي حدث، ويبدو من خطابات بعض مراجع الدين أن التوجه الآن نحو التصالح... فالإيرانيون من حقهم الاختلاف على الخيارات، ومن حقهم أيضا أن يفتخروا بأن حراكهم السياسي أكثر تطورا عند مقارنته بكثير من دول المنطقة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2487 - الأحد 28 يونيو 2009م الموافق 05 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً