في يوم الجمعة 22 أبريل/ نيسان، احتفلت مملكة البحرين مع دول العالم باليوم البيئي التوعوي السنوي والذي يطلق عليه «يوم الأرض». الاحتفالات الرمزية ستتنوع هذه السنة من القيام ببعض السلوكيات البيئية الحميدة في المنزل، إلى المنظمات والشركات، إلى الحكومات. هذه الفعالية التي يزداد الاهتمام بها من مئات الملايين من المواطنين في العالم لهو دلالة على ترسخ ممارسات حفظ البيئة في النفوس.
لمتصفحي الإنترنت، لاشك أنهم لاحظوا أن الصفحة الأولى لمحرك البحث «غوغل» منذ يوم أمس قد تم تغيره إلى لوحة بديعة يشاهد فيها الكائنات الأحيائية المتنوعة في بيئاتها الطبيعية. عند إمرار مؤشر الفأرة على اللوحة فإن الحيوانات البرية والطيور والأسماك تتحرك لنشاهد لوحة معبرة عن جمال الطبيعة أمامنا على شاشة الكمبيوتر وهذا جزء من مشاركة الشركة العالمية في يوم الأرض.
تاريخياً، أقيمت أولى الاحتفالات بهذا اليوم في الولايات المتحدة حيث نجح السيناتور الأميركي جيلورد نيلسون في جذب نحو 20 مليون شخص بتاريخ 22 أبريل 1970 لتعلُّم بعض الدروس البيئية وتطبيقه في حياتهم ومن ثم بعد نجاح الفعالية فقد انتشر هذا الاحتفال في العالم. في يومنا هذا يحتفل أكثر من 500 مليون إنسان بهذا اليوم وهم منتشرون في 175 دولة.
قصة الاحتفال بهذا اليوم جديرة بالذكر فهناك الكثير من العبر التي تأخذ منها. يرجع السيناتور الأميركي السبب في فكرة الفعالية إلى زيارته إلى ولاية كاليفورنيا في العام 1969 بعد تسرب البقع النفطية في البحر بسبب انفجار إحدى الآبار النفطية البحرية. الأضرار البيئية الضخمة وآلامه الشخصية بسبب الإهمال من أصحاب القرار أدى إلى فكرة إقامة فعالية بيئية في الحرم الجامعي والقطاع التعليمي من أجل بث الوعي في شباب الجامعات والمدارس.
نجح السيناتور نيلسون في إلقاء الضوء على الصعوبات البيئية بل نجح إعلامياً حيث نشرت صحيفة الـ «نيويورك تايمز» مانشيت في الصفحة الأولى معترفاً بأن زخم مشاركة الشباب الأميركي في هذه الفعالية يعادل من ناحية الفعالية زخمهم في المشاركة في المظاهرات ضد الحرب الفيتنامية. السبب الثاني للنجاح هو الاعتماد على اللامركزية في تنظيم الفعالية حيث شارك الملايين من الأميركان من أجل هدف واحد هو الاهتمام بالبيئة سواء من ناحية تلوث الهواء، أو الانسكابات النفطية، أو تلوث مياه الصرف الصحي، أو خطر المبيدات. السبب الثالث هو الاعتماد على الشباب وخاصة الشباب الجامعي المهتم بمجتمعه وقد أدى هذا التفاعل بين البيئة والقطاع التعليمي العالي في فتح تخصصات علمية وهندسية جديدة في الجامعات.
بسبب النجاح المذهل لمفهوم يوم الأرض فقد قررت معظم الجهات المشاركة بزيادة المدة الزمنية للاحتفال ليصبح أسبوعاً. في هذا العام، قام الموقع الإلكتروني ليوم الأرض (www.earthday.org) بنشر البرامج التوعوية والأخبار البيئية للفعاليات في العالم. إحدى أهم الفعاليات هو جمع مليار فكرة بيئية بسيطة يقترحها متصفحو الموقع. هناك العديد من الأفكار المشوقة مثل: استخدام كميات مياه أقل عند الاستحمام، و جلب أكياس عند التسوق، خفض استخدام المواد البلاستيكية، استخدام البطاريات القابلة للشحن، غلق أجهزة المحمول عند عدم الاستعمال. عزيزي القارئ، حاول تنفيذ فكرة تؤدي إلى الحفاظ على البيئة في هذا اليوم و هذا الأسبوع و من ثم ليكن مستداماً
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 3150 - الجمعة 22 أبريل 2011م الموافق 19 جمادى الأولى 1432هـ