العدد 3150 - الجمعة 22 أبريل 2011م الموافق 19 جمادى الأولى 1432هـ

الغريفي: ليس مخلصاً مَنْ لا يحمل همَّ البحرين

قال عالِم الدين السيد عبد الله الغريفي إنه «ليس مخلصًا مَنْ لا يحمل همَّ الوطن، فهذا الهمّ أحد مكوّنات الانتماء، بل مكوّن أساس، وحينما يغيب فقد غاب الانتماء، كيف ينتمي لوطنٍ مَنْ لا يحمل همومَ هذا الوطن.

وأشار الغريفي في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول (الخميس)، إلى بعض الخطابات التي اعتبرها « خطابات لا تحمل همَّ الوطن، بل تشكَّل خطرًا على مصلحة الوطن، وأمن المواطن، وأمن الوطن، ووحدة الوطن، وقضايا الوطن».

وشدَّد في قوله «إنّنا مع الأمن والاستقرار ما دام ذلك يحقّق أمنًا واستقراراً لكلّ أبناء هذا الوطن، لا أن ينتج رعبًا، وخوفًا، وقلقًا، وتأزّمًا، وتوتّرًا (...)».

وأوضح الغريفي أنه «لكي نحمل همَّ الوطن نحتاج إلى أن نملك درجة عاليةً من الوعي الوطني، والحس الوطني والسلوك الوطني»، مشيراً إلى أنَّ «هناك محاولات تؤسِّس لدلالاتٍ خاطئة لهذه المفردات، الأمر الذي يخلق مساراتٍ خاطئة في التعاطي مع هموم الوطن».

وقال «ما لم يتحوّل الوعي الوطني إلى حسٍّ ينبض به القلب والوجدان، فسوف يبقى فكرًا متكلّسًا في الذهن، وثقافةً متبلّدة في العقل لا تملك حرارةً ووهجًا وحركيّة».

وأوضح أن «الحسَّ الوطني شعور متوقّد، وعاطفة حيّة، إلا أنّ هذا الشعور يجب أن يكون بصيرًا، وأنّ هذه العاطفة يجب أن تكون واعية، وإذا غاب الوعي والبصيرة تحوّلت المشاعر والعواطف إلى إحساساتٍ منفلتةٍ، وانفعالاتٍ غبيّة، وربّما تاهت وانحرفت عن هموم الوطن وأهدافه ومصالحه»، محذراً من أن «يوظّف الحسّ الوطني توظيفًا خاطئًا تلبية لأغراضٍ يريدها نظام حاكم، أو قوى سياسيّة أو طرف هنا أو طرفٌ هناك، إنّ هذا التوظيف الخاطئ أو المنحرف يشكّل خطرًا على الأوطان والشعوب».

واعتبر الغريفي أن «القيمة كلّ القيمة حينما يتحوّل الوعي الوطني، والحسّ الوطني إلى سلوكٍ وممارسات وحركةٍ على الأرض، وإلا كان الوعي مجرّد فكر نظري، والحسّ مجرّد عواطف وانفعالاتٍ، وحينما نتحدّث عن السلوك الوطني نتحدّث عن عطاءٍ صادقٍ من أجل الوطن، وعن تضحية، مخلصة من أجل قضايا الوطن، وقضايا المواطنين».

وفي حديثه عن الخطابات التي اعتبرها مضرة بمصلحة الوطن، بيّن الغريفي أن هناك «خطابات المزايدة، وهذه الخطابات تمارس احتكارًا للوطنيّّة، فهي ولا غيرها تحمل همَّ الوطن، ومصلحة الوطن، والولاء للوطن، إنّها نزعة الغرور، والجنوح لإقصاء الآخر، وإلغائه، بل اتّهامه، لا نشكّ أنّ هذا النمط من الخطاب لا يعبّر عن همٍّ وطني حقيقيّ».

أما خطابات القذف والسب والتحريض، فهذه الخطابات تشكّل خطرًا كبيرًا على وحدة وتماسك وتلاحم أبناء الوطن، وعلى بنيته الاجتماعيّة، وكثيرًا ما تفتح الأزمات السّياسية والأمنيّة شهيّة القذّافين والسبّابين والمحرّضين ليمارسوا أدوارهم القبيحة في الإضرار بالأوطان، مبرّرةً بعناوين الولاء والانتماء والدفاع عن مصالح الوطن»

العدد 3150 - الجمعة 22 أبريل 2011م الموافق 19 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً