حذر إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر ممَّا أسماها بحرب الإلهاء الداخلي، وهي «حرب قائمة على إشاعة الفوضى الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، رائدها في ذلك أجهزة الاتصال الحديثة، ومرجعيتها صور من التاريخ المذهبي والطائفي المأزوم، حتى يتحوَّل المجتمع من عملية البناء والنماء إلى الإلهاء الداخلي والإنشغال الذاتي!».
وقال الجودر في خطبته يوم أمس (الجمعة) إنها «حرب جديدة لتمزيق الأوطان وإشاعة الفوضى في المجتمعات، إنها حرب الإلهاء الداخلي (...)».
وأوضح الجودر «لقد تنوعت أساليب الأعداء لزعزعة الأمن والاستقرار في مجتمعاتنا، واستخدموا في ذلك شتى الوسائل والطرق لتمزيق وحدتنا وتماسكنا».
واعتبر الجودر أن «الإلهاء الداخلي في قراءته التحليلية هو أخطر من الجيوش الغازية، وأخطر من الحصار الاقتصادي، فهو يسقط المجتمع في مستنقع الصراع الداخلي، الأمر الذي يزعزع أمنه واستقراره، ويشطر المجتمع إلى كنتونات صغيرة، تنتشر فيها سموم الفرقة والخلاف، وأدواء الطائفية والمذهبية، فيتحول الكثير من شبابها وناشئتها إلى ذئاب كاسرة تنهش في جسد مجتمعاتها بدعوى المطالبة بالحقوق، وما كل تلك المحاولات إلا من أجل ضرب المجتمع في العمق».
وتابع الجودر في خطبته بالقول «الكثير من شباب الأمة اليوم يحمل فيروسات الإلهاء الداخلي دون أن يعلم، فقد تم أخذها من مواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك والتوتر والبي بي، حتى تحول الكثير منهم إلى أداة طيعة في أيدي الأعداء».
ورأى الجودر أنه «واجبنا أمام مخططات الإلهاء الداخلي، أن نعتبر بغيرنا، هل تحققت لهم مكاسبهم؟، هل استقرت أوطانهم؟، هل أمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم؟».
وأردف «المتأمل يجد تلك المجتمعات وقد عادت إلى الوراء، لذا علينا أخذ الحيطة والحذر، من خلال تقوية جبهتنا الداخلية، وتعزيز وحدتنا الوطنية».
وأفاد الجودر «إن الصراع القائم اليوم في المنطقة يسعى إلى أفساد العلاقات، بين الحاكم والمحكوم، وبين الناس أنفسهم، وذلك من خلال نشر الخطب المنبرية التحريضية، والمقالات الصحفية التشكيكية، وما تبثه القنوات الفضائية، طعناً في رموز الأمة، ولمزاً لتاريخها ومكتسابتها، هدفهم في ذلك تحطيم الأمة وتمزيقها من الداخل، وإشغالها وإلهائها عن قضاياها الكبرى، وأبرزها قضية فلسطين والقدس»
العدد 3150 - الجمعة 22 أبريل 2011م الموافق 19 جمادى الأولى 1432هـ