كثيرون كانوا يتوقّعون أن يحدث التغيير في ليبيا، وربما يأتي التغيير في اليمن على غير ما يشتهون.
أخبار اليمن لا تنقطع، فمازالت تتصدر نشرات الأخبار، فهناك ثورةٌ شعبيةٌ كبرى تطمح لإحداث تغييرٍ كبير، يواجهها قمعٌ شديدٌ ومماطلاتٌ وتسويفات.
أخبار اليمن لم تنقطع ولم تتوقف منذ ثلاثة أشهر، ويزداد تعاطف الشعوب العربية مع الشعب اليمني كلما زادت مناظر القتل والترويع واستهداف المعتصمين.
من الأخبار اللافتة التي بثتها «مأرب برس» على موقعها الإلكتروني مساء أمس، تصريح نصر طه مصطفى، وهو أحد المنشقين حديثاً عن النظام اليمني، بأن المشهد السياسي في اليمن يقتضي خروج الرئيس وأقربائه من الحكم.
مصطفى استقال من المؤتمر الشعبي العام، ومن رئاسة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، لرفضه أن يبرّر مذبحة «جمعة الكرامة» (18 مارس/ آذار الماضي)، التي سقط فيها 52 شهيداً، وأكثر من 300 جريح. ويكتسب موقفه أهميةً خاصةً نظراً إلى موقعه الرسمي، فقد أكّد أن نسبةً كبيرةً من الشارع اليمني اليوم وخصوصاً من النخبة مع التغيير. ويقرّر كمتابع على رأس وكالة أنباء رسمية، أن «ما يجري في اليمن، امتدادٌ لموجة ثورية زاحفة ستعم كل دول المنطقة العربية بعد أن انطلقت من تونس ومصر، تطالب بالحرية والتغيير والانطلاق نحو مستقبل أفضل».
خبرٌ آخر يكسر حدّة الأخبار اليومية المصبوغة بالدم، بثته صحيفة «الحدث» الإلكترونية اليمنية، عن تنظيم أول معرض فني لثورة ساحة التغيير، وضم 200 صورة فنية للشهداء وللاحتجاجات السلمية. المعرض افتتحه أحد أعضاء البرلمان، واعتبر خطوةً أولى للتوثيق بالصور واللوحات والمجسمات الفنية. واستهل المعرض بمقطوعتين موسيقيتين، إحداهما بعنوان «الحرية»، والثانية «ارحل من أجل المستقبل». وقامت طفلةٌ بقص شريط الافتتاح بعدما قبّلت صورة أبيها الشهيد.
أحداث اليمن وصفها شيخ الأزهر أحمد الطيب بالمؤسفة، وقال: «إن الدماء تَنزف على مدار الساعة... فقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ومحاصرة المواطنين الآمنين بنيران الأسلحة الفتاكة وما تحدثه من موت ودمار وخراب في اليمن يدمي القلب». وأضاف «إنني إزاء هذا كله أترحم أولاً على شهدائنا الأبرار، وأدعو ثانياً كافة المسلمين إلى إغاثة كل المحتاجين ومساندة كل المظلومين ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى يكشف الله الكرب والغمة عن العرب والمسلمين. وأناشد الحكام بأن يوازنوا بين الأعراض الزائلة ومتع الدنيا الفانية، وبين حرمة دماء المسلمين التي عصمتها شريعتنا الإسلامية وقيمنا العربية الأصيلة، وأن يضعوا نصب أعينهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)، (رواه الترمذي)».
ليس مبالغةً الكلام عن أوجاع اليمن، فما يجري هناك من استباحة للحرمات وسفك للدماء من أجل كرسي زائل، أنطق شيخ الأزهر الشريف، وأخرجه عن صمته المعتاد
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3147 - الثلثاء 19 أبريل 2011م الموافق 16 جمادى الأولى 1432هـ