العدد 1216 - الثلثاء 03 يناير 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1426هـ

البحث عن الاتزان في حياة رائد الأعمال

هشام خليفة comments [at] alwasatnews.com

النجاح في الأعمال أشكال وألوان، وتختلف الأهداف التجارية والاستثمارية التي يطمح إليها الإنسان كلما سار في مجرى الحياة. أحياناً ننجح وأحياناً نفشل، وأحياناً نغير هدفنا قبل الشروع بتحقيقه. ومع كل هدف نكتشف المزيد عن أنفسنا وما يجعلنا جزءاً من المجتمع الذي يحيط بنا. لكن على رغم الضغوط التي نضعها على أنفسنا ويضعها المجتمع علينا لنحقق النجاح يجب ألا ننسى بأننا لسنا بمثابة آلة متحركة متفاعلة بشكل تلقائي مع كل أمور العمل التي نواجهها.

تختلف قدرة تحمل الضغوط من شخص إلى آخر ومن المهم أن نتمكن في وقت مبكر من حياتنا المهنية والعملية التحكم بهذه الضغوط. فالضغوط لابد منها، وهي بمثابة تشجيع يجعلنا نقاوم العواقب والعراقيل لتحقيق الأهداف، ولكن يمكن أن تتحول الضغوط إلى قوى سلبية، تؤثر على حياتنا وتجعلنا منزعجين من كل ما حولنا. فغالباً ما نسمع عن المشكلات العائلية الناتجة عن ظروف عمل رب الأسرة، أو عن الوكعة الصحية التي تلازم صاحب العمل بسبب فشل المشروعات أو عدم استقرار الفرص التجارية المربحة.

الاتزان في العمل ضروري، كما هو في كل نواحي الحياة. ويكمننا الاقتراب أكثر من الاتزان بأخذ بعض الأمور في الاعتبار. وهذه الأمور ليست بالضرورة كاملة أو غير قابلة للتغيير، لكنها خطوة نحو نمط حياة أكثر تقارباً مع ظروفك المالية والفسيولوجية.

أول هذه الأمور هو التعرف على قدرتك لتحمل المخاطرة التجارية التي تتطلبها ريادة الأعمال خصوصاً والاستثمار عموماً في معظم الأوقات. فكلما تقدمت في العمر، يتوجب عليك عدم المخاطرة بحسب رأي معظم مديري الأموال. لكن من الجانب الآخر، نرى أن كلما كنت أصغر سناً، قلت الأموال للمجازفة. وبهذا نأتي للنقطة الثانية، وهي الشراكة.

القوة في الاتحاد، كما يقال عادة يستخدم مصطلح ريادة الأعمال على شكل فردي، ولكن الحقيقة هو أن الكثير من المشروعات الريادية وخصوصاً في منطقتنا ناتجة عن شراكة. والشراكة هنا تعني تلك التي يتعاون فيها اثنان أو أكثر بأموالهم ووقتهم لإنجاز مشروع ما. ونرى أن مع الشراكة يقوم تقسيم المخاطرة وتقليلها لكل شريك، بينما تعزز قابلية ومدى النجاح. وربما للشراكة مشكلاتها، ولهذا يجب تخصيص بعض الوقت لإيجاد الشريك المناسب وعدم أخذ المسألة ببساطة.

ثالثاً، تخصيص الوقت لجسدك. فلا بأس بأن تحب عملك وتقوم به طوال الوقت متجهاً نحو النجاح الكبير، لكن من المهم أن تخصص بعض الوقت؛ نصف ساعة أو ساعة في اليوم لممارسة الرياضة. من الجري إلى لعبة الاستكواش أو كرة القدم السريعة، الخيار متوافر وما عليك هو تدوين الوقت لصحتك في جدولك اليومي. وإذا كنت من أولئك الذين يزعمون بأن الوقت ليس متوافراً، فبكونك رائداً ستعلم أكثر من أي شخص آخر بأنه يمكنك صنع الوقت إذا لم يكن متوافراً! فما فائدة النجاح في الأعمال مع تدهور الصحة؟ ومع الشراكة في الأعمال يتوافر لديك وقت أكثر للرياضة وأيضاً لعائلتك (حبذا لو كان أكثر الناس يمارسون الرياضة مع أبنائهم ما يقرب ويعزز من صلتهم ببعضهم بعضاً وزرع روح التنافس الطيبة(.

هذه النقاط أعلاه ليست بالضرورة جديدة أو حتى «ثورية«، لكن بصفتها بسيطة وسرعان ما تنسى، أرى أن تذكير القارئ بها لابد منه

العدد 1216 - الثلثاء 03 يناير 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً