في يوم الثلثاء ... الماضي... وعلى هذه الصفحة... وفي هذا العمود... كتبت نعيًا لأخي وعزيزي... زوج أختي المرحوم الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وفي الصفحة نفسها وعلى اليسار من عمود في الصميم... كان هناك رأي كتبه أحد الاخوة الأفاضل ويتحدث فيه عن قيام وزارة الإعلام بإغلاق وحجب بعض المنتديات والمواقع الإلكترونية.
الموضوع المكتوب كان يتكلم عن موقع منتديات البحرين خصوصاً ويتساءل عن سبب قيام الوزارة المعنية بإغلاقه، مع أنه موقع الكتروني يشكل همزة وصل بين الشباب لتلقي ونقل الأخبار والآراء... وأنا شخصيا لي رأي آخر.
هذا الموقع... مدار الحديث... استغل وفاة أخي ونسيبي... وبسبب تشابه الأسماء... ليشن حملة غير نظيفة على ضابط نزيه في الداخلية كان يقوم بعمله على أكمل وجه وهو ابن عمي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة... ابن شاعر البحرين المعروف المرحوم الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة.
الحملة غير النظيفة التي شنها الداخلون إلى المنتدى في حق شخص كريم وعائلته وفي حق العائلة الخليفية، هذه الحملة لا يمكن أن تسمى بأقل من بذيئة... ولا يمكن لأي مواطن متعلم ومثقف أن يقبل بها أو يشجعها أو يشارك بها.
عندما يتطرق المقال إلى حرية التعبير ويدافع عنها فنحن نقف معه ولكن إلى حدود معينة... فحرية التعبير لأي مواطن التي كفلها القانون لاتعني بأي حال السب والقذف والطعن في الشرف ورمي المحصنات... حرية التعبير لها حدود تنتهي عندما تبدأ بالمساس بالآخرين... مثلما أن حرية الإنسان تنتهي عندما تكون خطرا على سلامة الآخرين، فمن غير المعقول أن نترك راكباً يثقب المركب الذي نحن فيه في عرض البحر ويغرقنا معه فقط لأنه حر في تصرفاته... هذا انتحار ولا يقبل به إلا من لا عقل له... ونحن والحمدلله لدينا عقول تفكر ويشرفنا أن نوقف كل من يريد إغراقنا عند حدوده المفترضة.
تنشأ المواقع الإلكترونية في الدول المتقدمة من قبل أناس مثقفين ولديهم الشهادات العليا، وتستخدم لإثراء الساحة بالآراء الجادة والمعلومات المفيدة للفرد والمجتمع... وحكومة مملكة البحرين ليس لديها مانع... بل ترحب... بهكذا مواقع لأن فائدتها ستعم وتشمل شرائح كثيرة في المجتمع البحريني والمجتمعات المحيطة... ولكن أن تنشأ مواقع ومنتديات يديرها أناس غير مثقفين ولا متعلمين وتتخصص في السب والقذف لرموز المملكة ووزارات الدولة من دون وجه حق... فهذا موضوع لا يمكن السكوت عليه بتاتًا ويجب التصدي له بأي وسيلة متاحة.
أنا شخصيا أقف مع أي عمل يقوم به مثقف... فقط عليه أن يقنعني... فإذا أراد طبيب متخصص أو دكتور في الجامعة أن يقوم بحرق إطارات أمام مجمع السيف في يوم الخميس فسأساعده... ولكن إذا كان طفلاً أو مراهقاً فسأأخذ على يده... وإذا أراد بروفيسور في القانون أو عالم دين أن يصنع «مولوتوف» ليرميها على سيارات الشرطة والأمن فسأساعده... أما إذا كان جاهلاً ولايعلم بأنها من الممكن أن تقتله وتقتل أهله ومن حوله فواجبي أن أمنعه... ومن المفترض أن يكون هذا واجب المجتمع ككل... على الأقل في النصيحة والأخذ باليد.
الكلمات التي جاءت في الموقع المذكور كبيرة وقوية وخيرا فعلت وزارة الإعلام بإغلاق هذا الموقع الذي لا أعتقد أنه يدار بواسطة أناس مثقفين
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1215 - الإثنين 02 يناير 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1426هـ