هل يستطيع طرف ما أن يحدد من هم أولئك الملثمون الذين يبرزون حيناً ويتوارون وراء الأنظار حيناً آخر. .. فتجدهم يركضون جرياً في الأزقة والطرقات، وتشاهدهم في وقت ما ينعزلون عن موكب عزاء فيثيرون عاصفة من الهمجية البغيضة، وتراهم بعينيك في لحظات، يعلقون اللافتات «المشبوهة»؟ من هم أولئك؟ والى أي طرف ينتسبون؟ وماذا يريدون؟ اذا كنا نريد الحديث بتجرد، فلا بد من القول ان القيام بأعمال منافية للقانون من خلف اللثام، هو في بادئ أمره فعل سيئ وينم عن عدوانية خصوصاً حين تكون درجة الأمن والاستقرار في المجتمع كبيرة.. لكن، قد يقول قائل ان ثقافة (المقنع الكندي) هي مشروعة شهدت الكثير من الثورات على مر العصور، وهنا، لا بد من القول أيضاً ان هناك فرقا بين المطالبة المشروعة الدستورية الوطنية المستحقة، وبين التعرض لأمن المجتمع والتعرض لخلق الله وممتلكاتهم بالتخريب والتدمير. ذلك فعل شيطاني من دون ريب... أياً كان مصدره، من المهم التنويه بأن الملثمين... يبقون فئة غير معروفة، فليس من العقل أن ننسب الى مأتم كبير ومهم وتاريخي في المملكة احتضانه لملثمين حادوا عن قدسية الموكب وقاموا بالتخريب، ولا يمكن قبول هذا الأمر على أنه موكب عزاء، إن حقيقة الأمر، تشير الى وجود عدد من المندسين والمغرر بهم، ومن جهة لا تريد بالبلد خيراً ولا صلاحاً، ولا تريد أن ترى موكباً عزائياً يحيي ذكرى دينية يمر بهدوء وسلامة، ولا يريدون أن يشاهدوا ذلك الوئام بين مختلف طوائف المجتمع، ويموتون قهراً حين يشعرون بالتقارب بين أهل البحرين.. تقتلهم كل تلك الصور وتحطم ذواتهم من الداخل. هؤلاء الملثمون، لا يختلفون عن أولئك الناعقين في كل يوم مما يصدرون بين ليلة وضحاها مقترحاً نيابياً أو شريط كاسيت أو خطبة (جهنمية) لا طائل من ورائها الى تفتيت المجتمع... وسيبقى السؤال: من هم أولئك الملثمون؟ والإجابة قادمة بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1215 - الإثنين 02 يناير 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1426هـ