أطلق الرئيس السوداني عمر البشير تصريحات قوية أخيرا معلنا فيها رفضه لنشر قوات دولية في إقليم دارفور بغرب السودان وهدد بتحويل الإقليم إلى «مقبرة» لمن يستهدفون السودان. وأتى ذلك متسقاً مع الدعم الذي وجدته الحكومة السودانية من مختلف القوى السياسية والشعبية التي أجمعت على رفض التدخل الدولي في السودان.

ويقول دعاة التدويل في دارفور ويتحججون بأن قوات الاتحاد الأفريقي في الإقليم تقف عاجزة ولم تستطع القيام بدورها بسبب ضعف التمويل الذي يجب أن يتوافر لها وهي حجة غريبة وغير منطقية. فإذا كان السبب هو ضعف التمويل فلماذا لا توفر لها الموارد؟ أم أن تحشيد قوات دولية تنقل من الخارج إلي السودان لا يحتاج إلى تمويل؟ ولذلك نجد أن الرئيس السوداني عمر البشير كان على حق عندما قال إن على القوات الإفريقية إذا عجزت عن أداء مهمتها أن تغادر أرض السودان غير مأسوف عليها.

ما يدور بشأن دارفور يتجاوز ما يشاع عن الوضع الأمني الذي تسببت فيه قوات التمرد هناك. ونجد أن من حق أية دولة إذا رفعت جهة ما السلاح في وجه جيشها الوطني ومواطنيها العزل أن تدافع عن نفسها وترابها بكل السبل المتاحة لها. ونستغرب لماذا يحرم السودان من حق الدفاع عن نفسه فيما يدافع آخرون عن مصالحهم في مناطق وتراب دول أخرى تبعد عن بلادهم آلاف الأميال؟

السودان سيستضيف بعد أيام القمة العربية المقبلة ونجد أن على القادة العرب أن يستلهموا مما حدث للعراق وما يحدث لسورية وان يلقوا بثقلهم سياسياً ومعنوياً لدعم موقف الخرطوم من هذا الأمر حتى تستطيع أن تطوي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ امتنا العربية، ولكي يعلم الآخرون أن الأمة العربية ملت وكرهت الاستهانة بها ولنقف موحدين ضد المطامع الخارجية التي تريد لنا أن نعيش في حال عدم استقرار دائم، إذ تتعطل عجلة التقدم والنماء في الوطن العربي