لعل أهم ما جاء في تصريح مؤسس ورئيس «شركة AAJ القابضة» المعماري البحريني أحمد أبوبكر جناحي (المنشور اليوم في «الوسط») هو أن مشروع «مارينا ويست» الذي يطوره على الساحل الشمالي - الغربي (قرية البديع) يحتوي ضمن موازنته على مخصصات لصندوق يهدف إلى تنمية الإبداع والخدمات في المحافظة الشمالية. وقال في تصريحاته إن موازنة الصندوق ستكون من ضمن موازنة المشروع، وسيتم تخصيصها لمساندة مشروعات قرى المحافظة الشمالية، سواء كان ذلك عبر إعادة بناء نوادٍ، أو إنشاء مكتبات عامة، أو تبني برامج إبداعية متطورة، تهدف إلى النهوض بمستوى المعيشة في المحافظة.
جناحي لديه شركة للتطوير، وهي الآن أصبحت ذات نفوذ عالمي، ولذلك فإن استثماراته في البحرين لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من الاستثمارات خارج البحرين. فشركته مسئولة عن تطوير المدينة الزرقاء في سلطنة عمان، وتم تدشينها في يونيو/ حزيران الماضي، وتعتبر من أكبر المشروعات العمرانية في الخليج، إذ تبلغ كلفتها ما بين 10 إلى 15 مليار دولار، وتقام على مساحة 35 كيلومتراً مربعاً، وتشمل أبراجاً سكنية وفللاً ومجمعات تجارية وجامعة ومدارس ومعاهد تدريب وأحياء «ذكية» تنقل من يعيش فيها إلى أفضل ما توفره تقنية القرن الحادي والعشرين.
ومنذ الإعلان عن ذلك المشروع الضخم، طرح السؤال «لماذا لم تستثمر في البحرين؟» مرات عدة على جناحي، وكانت أجوبته تشير إلى أنه كان طرح المشروع بأساليب متعددة في البحرين على مدى 4 سنوات، وعندما لم يحصل على استجابة انتقل بما لديه إلى سلطنة عمان، وتمكن من الحصول على دعم مؤسسات تمويلية كبرى، مثل «أوبنهايمر». بعد تدشين المدينة الزرقاء، أعلن جناحي عن مشروع صغير في البحرين باسم «أبراج سار»، ومن ثم طرح مشروع «مارينا ويست» الذي سيكلف انشاؤه 95 مليون دينار.
جناحي أشار إلى انه يهدف إلى تنشيط الإبداع في المحافظة الشمالية عبر «صندوق» يخصصه إلى برامج عدة بحسب حاجة الأهالي، وهذه إشارة مهمة، لأن الإبداع (المحرك الأساس لإنتاج المعرفة) أصبح العامل الأكبر في الاقتصاد المعرفي المسيطر على عالم اليوم. ففي عالم اليوم لدينا شباب مثل «لاري بايج» أحد مؤسسي شركة «غوغل» الذي مازال في مطلع الثلاثينات، ولكن قوته تنبع من قوة شركته المعرفية التي تنمو كل يوم بعد أن أصبحت أحد أهم ركائز البنية التحتية للمعلوماتية في العالم. وشخص مثل «بايج» لو كان في بلداننا العربية لرأيته عاطلاً عن العمل، وربما تجده يبحث عن الانضمام إلى حركة متطرفة للانتقام من الواقع الذي يحرمه من الإبداع.
ينبغي علينا أن نساند المبدعين، ومن يدعم تنشيط الإبداع والاستثمار فيه، ويخدم المجتمع عبر مشروعات تنموية تصب مصلحتها مباشرة للناس، وخصوصاً مع توافر الشفافية ضمن البيئة الإصلاحية التي يرعاها جلالة الملك حمد، وهي بيئة تفسح المجال للعمل البلدي والعمل الاجتماعي - السياسي الذي يهدف إلى حماية مصالح المجتمع
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1271 - الإثنين 27 فبراير 2006م الموافق 28 محرم 1427هـ