كم كانت لحظات سعيدة تلك التي شهدتها لدى فئة كبيرة من الشباب المهتمين بالشأن الثقافي، عندما نشرت في الشوارع إعلانات لحفل الفنان مارسيل خليفة والفنانة حنين والفرقة الكوبية ومجموعة من الفعاليات الثقافية. لقد شعر الجميع بالارتياح بما قامت به المملكة من وضع برنامج ثقافي مستمر لمدة شهر الذي طال انتظاره.
وسرعان ما تحولت هذه السعادة الكبيرة إلى ضيقة كبيرة في نفوس فئة كبيرة من المواطنين المهتمين بهذا المجال وخصوصاً فئة الشباب منهم، ذلك عندما اعلن عن اسعار تذاكر دخول هذه الفعاليات فلم تكن متواضعة بل كانت باهظة الثمن لو قسناها على فرد يرغب حضور جميع الفعاليات وحتى لو قرر الحضور بأرخص سعر محدد لها.
أصبح ربيع الثقافة ربيعا للمقتدرين فلم تسعَ الجهات المعنية بذلك إلى توفير مناهل الثقافة للجميع، وخصوصاً إذا كانت هناك سياسة لرفع الشأن الثقافي في البلاد. إن المستوى المعيشي البسيط الذي يطال الفئات المهتمة بالشأن الثقافي وخصوصاً المثقفين والذين حرموا لسنوات كبيرة من حقوقهم، طبعاً يبعدهم عن حضور مثل تلك الفعاليات.
نعلم جيدا انها خطوة بالغة الاهمية من قبل المنظمين لهذا الربيع الثقافي ولكن جميل لو كان ربيعاً متاحاً للجميع، كم كان الربيع سيكون ربيعا للناس البسطاء لو خفضت اسعار تذاكر الدخول كما تفعل كثير من الدول العربية عند استضافتها لمثل هذه الفعاليات، إذ لا تتجاوز اسعار التذاكر ما يصعب على ذوي الدخل المحدود الحضور.
نتمنى أن يتخذ المنظمون خطوة ايجابية ايضا في تزويد بعض الجهات الثقافية كالأندية والمسارح والمراكز الثقافية في البلاد بتذاكر مجانية تشجيعا لهم على عطائهم المستمر في هذا المجال، كما نتمنى تزويد الجمعيات الشبابية بمجموعة من التذاكر أيضا لتشجيع فئة الشباب على الارتقاء بثقافتهم، بالتأكيد سيكون لذلك اثره على نفوس الكثير ممن يرغبون بالحضور والمشاركة ولكن يقف المال كالعادة في طريق تحقيق طموحاتهم
العدد 1270 - الأحد 26 فبراير 2006م الموافق 27 محرم 1427هـ