بين سقوط ستريشكو على مصراعيه في عمان الشقيق، ورحيل لوكا غير المأسوف عليه من المنامة ومن قبلهما ماتشالا من العين الإماراتي أجد النقيض في عالم التدريب... إذ مازالت الذاكرة تحمل اسماء مدربين - كثيرين مروا على كرة القدم البحرينية كانوا - فعلاً الأسوأ ومجرد صورة باهتة، لدرجة اننا في دورة كأس الخليج الخامسة في بغداد كنا »كصحافيين« نتعرف على تشكيلة منتخبنا من رئيس الوفد وقبل الاجتماع الفني للمدرب باللاعبين الذي يسبق المباراة.

فأنا على قناعة تامة بأن دول الخليج لا تنظر إلى المستقبل، ولا تخطط، لأنها تنظر إلى النتائج بالدرجة الأولى، لذلك فإن المدرب الناجح - خليجياً - يجب ألا يملك الخبرات الفنية والمؤهلات العلمية فقط بل يجب ان يملك الأهم وهو الحظ، والعصا السحرية التي تجعل من المستحيلات إنجازاً باهراً فالحظ لا يعترف بفارق الامكانات الفنية والبشرية والمادية.

فالمدربون في دول مجلس التعاون هم »بضاعة« قابلة للشراء ما دامت هناك عقود تدفع »بالفلوس«، فهل يعقل ان يطير رأس المدرب العالمي زاجالو في منتصف الليل اثناء دورة كأس الخليج التي اقيمت في سلطنة عمان ليحل محله الوطني الزياني، ويفعل الحظ فعلته ويحقق الزياني ما عجز عنه زاجالو؟!

فنحن في البحرين، كم تباكينا على رحيل ستريشكو لأنه كان يمثل لنا »أيامنا الحلوة« وكم سعينا من أجل الحصول على عقد سيدكا لأنه كان يمثل إلينا الماضي الجميل.

حالنا في ذلك حال أشقائنا نبحث عن المدرب الذي يملك العصا السحرية.