العدد 1269 - السبت 25 فبراير 2006م الموافق 26 محرم 1427هـ

اليأس يجلب المتفجرات... يا مسئولين

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

صحيح أنهم قالوا لا يأس مع الحياة، بما يعني أن الإنسان إذا أراد أن يعيش ويستمتع في حياته فعليه أن لا ييأس من الوصول إلى مبتغاه، ويحاول مرة وثنتين وثلاث، حتى يحقق ما يصبو إليه، أو يتمناه... ولكنهم في الوقت نفسه قالوا لا حياة مع اليأس، بما يعني أن الإنسان إذا تملكه اليأس فمن الممكن أن يعمل أي شيء... وأي شيء يعني كل ما يخطر أو لا يخطر على البال... وهذا هو الخطر.

أعداء الأمة الإسلامية على وجه العموم... والأمة العربية على وجه الخصوص... كثيرون، وهم يتربصون بنا دائما... ويتحينون الفرصة، حتى لو كانت صغيرة... ليضربوا الدول العربية والإسلامية وبأيدٍ عربية ومسلمة... وطريقهم إلى ذلك هو عملية غسيل المخ، والتي غالبا ما تكون سهلة جدا مع الإنسان المصاب بحالة من اليأس.

هناك سببان رئيسيان لإصابة الإنسان بحالة اليأس المدمر... الأمراض المستعصية والفقر المدقع... والفقر والجوع هما أخطر من المرض المستعصي... وعملية غسيل المخ للفقير المحبط الذي يحس بالظلم، وفي وسط مجتمع بعض منه أغنياء تكون عادة عملية في غاية السهولة... وهذا ما نريد أن ينتبه إليه المسئولون عندنا.

قيام أعداد كبيرة من القوات الشبه عسكرية بمظاهرات وتخريبات كبيرة في جمهورية مصر العربية منذ عدة أعوام... لم يأتِ إلا من حالة اليأس الناشئ من الفقر... مع أنهم قوات عسكرية ومدربون على الضبط والربط، ويعلمون ما هي عواقب عصيان الأوامر والتجمهر والتخريب، ولكن خلاص... الواحد منهم بايع ومخلص.

التفجيرات التي حصلت في المملكة الاردنية الهاشمية وراح ضحيتها بعض المدنيين الأبرياء... من قام بها؟... الذين وضعوا المتفجرات هم عرب ومسلمون، ولكنهم كانوا فقراء وفي حالة إحباط... ويأتيهم من يصرف عليهم ويعمل لهم غسيل مخ، ثم يبلغهم بأن حفلات الزواج المقامة في الفندقين المذكورين هي حفلات حرام... لأنها مختلطة ومن الممكن أن يكون فيها مشروبات روحية، أو لأن الفندق فيه عدة أماكن تبيع المشروبات الروحية... وإذا قمتم بتفجير أنفسكم وسط الحشود، وقتلتم أكبر عدد ممكن من الموجودين في الحفل (الكفار) فإن مثواكم الجنة... ومع الشهداء في أعلى المراتب.

التفجيرات التي تحصل في المملكة العربية السعودية... من الذي يقوم بها؟... شباب وفي مقتبل العمر، يضعون المتفجرات في السيارات ويقودونها لتفجير أكبر مصفاة تكرير في الخليج، لماذا؟... لأن حالة اليأس وصلت بهم إلى مرحلة من الاستجابة إلى أي عملية غسيل للمخ... يعملون عليهم، ويدربونهم، ويصرفون عليهم، ثم يدخلون ما يريدون من معلومات في عقولهم حتى يتصور الواحد منهم أن العاملين في المصفاة هم من الأجانب الكفار، ولابد من قتلهم... أو أن المصفاة تخدم النظام الذي هو عدوي... وإذا فجرتها وأوقعت أكبر عدد من الإصابات القاتلة فإن مثواي الجنة.

التفجيرات في المساجد والأضرحة في العراق... من الذي يعملها؟... هم بالتأكيد عرب ومسلمون... ولكن... الجوع كافر... والإنسان الفقير والجوعان والمعدم والمحبط ويأتيه من يأتيه... من المخابرات الأميركية، أو من الموساد... ماذا ننتظر منه؟... إذا كان إنسان فقير ومن الممكن أن يكون لديه مرض مستعصٍ ويأتيه شخص يعرض عليه مبلغا كبيرا من المال الذي سيكون عونا لأسرته وأولاده، ومع قليل من غسيل المخ... هل يرفض؟

الآن... وفي هذا الوقت بالذات... الذي تكالبت فيه الأعداء على الأمة العربية والإسلامية... لابد وأن يأخذ المسئولون هنا... في بلادي... الموضوع على محمل الجد... نحن هنا لدينا الكثير من الفقراء والمساكين والمحبطين... ومن المفترض أن تقدم لهم الحكومة الكثير من المساعدات قبل أن يصل بهم الحال إلى حالة اليأس المدمر.

الأمثال تقول: كثرة الضغط تولد الانفجار... كثرة الضرب تفك اللحام... وهناك الكثير من الأمثلة الدالة على ذلك... ولقد كتبت الكثير من المقالات ذات الحلول المعقولة لتخفيف الضغط على الكثير من العائلات الفقيرة والمحبطة... ولكن لا من مجيب... صحيح أنه والحمد لله أن أعمال التفجير المدمر والتخريب الكبير لا يمكن أن تحصل في البحرين حاليا... ولكن من يضمن المستقبل؟

المثل يقول: أعقلها وتوكل... لا أهملها وتوكل.

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1269 - السبت 25 فبراير 2006م الموافق 26 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً