بداية لابد أن نستنكر العمل العدواني الآثم الذي تمثل في تدنيس... وتفجير مقام الإمامين على الهادي، والحسن العسكري أحفاد رسول الله نبينا محمد (ص)... وهذا الاستنكار صدر من أعلى سلطة في مملكة البحرين ومن جميع الدول العربية والإسلامية... وجميع مشايخ الدين على اختلاف مللهم وطوائفهم وفي جميع أنحاء العالم... كما أن الجميع قد استنكر الأعمال العدوانية التي جرت ضد السنة ومساجدهم في العراق...
لابد أن يكون المسلم حذراً جداً في هذه الأيام عندما يريد معرفة الجناة الآثمين على دور العبادة، وعلى الأماكن المقدسة في العراق الشقيق... ولا يمكنه وفي لحظة غضب أن يرمي بالتهم على هذا وذاك... ثم، وبعد أن يهدأ ويستكين... يتبين له أن من اتهمهم بالهجوم على دينه أو مقدساته هم إخوان له في الدين وأبرياء وبعيدين كل البعد عن المساس بمقدسات الآخرين، بل يكنون لها كل الاحترام والقدسية... وأن من عمل هذا العمل الجبان هم أناس آخرون... متمكنون... ويريدون زعزعة الديانة الإسلامية السماوية، وذلك بنشر روح التفرقة والعداوة بين أبناء الدين الواحد... وهذا هو ما كان دائماً سبيلهم على مر العصور للقضاء على الإسلام ديننا ودين محمد (ص)... وهدفهم إشعال نار الفتنة الطائفية...
المسلم... هو من سلم الناس من لسانه ويده... والمسلمون جميعهم (شيعة وسنة) متحابون فيما بينهم... وإذا كانت هناك اختلافات بسيطة في وجهات النظر حول بعض التفسيرات في الأمور الفقهية، فإن هذه الاختلافات واجبة ومحببة في الدين... ولا يمكن (وبأي صورة من الصور) أن تصل الاختلافات البسيطة والموجودة منذ قرون طويلة إلى خلافات تؤدي إلى المساس ببيوت الله التي تقام فيها الصلوات... ومن المستحيل أن نصدق بأن يقوم الشيعة بحرق أو تدمير مساجد يؤمها السنة (إخوانهم في الدين) ويقيموا الصلاة فيها... كما وأنه من رابع المستحيلات أن نصدق بأن يقوم السنة بتفجير أو تدمير مساجد يؤمها الشيعة (إخوانهم في الدين) ويقيموا الصلاة فيها... أصلاً نحن إخوان في الدين... وجميعنا (سنة وشيعة) يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد (ص) رسول الله...
في هذه الأيام... الجميع يعرف بأن العراق بلد منتهك الحقوق والحرية... ويسمع، ويشاهد كيف أن الجيش الأميركي وحلفاءه يسيطرون عليه سيطرة كاملة... وأكبر حلفاء الجيش الأميركي هم الصهيونية العالمية التي تكن للإسلام والمسلمين كراهية وبغضاء... ومن أساسيات عملهم هو ازدراء الدين الإسلامي ومحاولة تحطيمه بأية طريقة... وبأية وسيلة متاحة وممكنة... ومن ضمنها إشعال نار الفتنة الطائفية... والعراق في هذه الأيام مباح لجميع الأيادي الصهيونية الظالمة، وهي تتحرك فيه بكل حرية، كما أن لديها الكثير من التابعين، والبائعين لأنفسهم، والجواسيس الذين هم ليسوا منا... والإسلام منهم براء...
ما يريده العدو الصهيوني... وأزلامه... هو القضاء على الإسلام... دين محمد (ص) خاتم الأنبياء وسيد المرسلين... ديننا الحنيف الذي يجب أن نحافظ عليه بكل ما أوتينا من قوة... عدو الله وعدونا يريد القضاء على ديننا... ويستخدم في ذلك كل الأسلحة المتاحة له... وأهمها نشر البذور الطائفية وإشعال نار الفتنة بين الطوائف... ويجب أن ننتبه له... عدونا سوف لن يتمكن من هزيمتنا مجتمعين، لذلك هو يريد القضاء علينا متفرقين... ولكن هيهات أن يتمكن العدو الصهيوني من تفرقة أبناء الدين الواحد... هيهات...
الإنسان يغضب أحياناً... وفي بداية لحظات الغضب يصيبه مس من شبه الجنون وصعوبة في التفكير... أو التركيز على تحليل الأمور والخروج باستنتاجات منطقية... ولكن المسلم الذي إذا أصابته مصيبة قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد (ص) رسول الله، قدر الله وما شاء فعل، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
ثم... وبعد أن يهدأ... وتعود به الذاكرة إلى الصور المخجلة التي رأيناها بأعيننا في المجلات، وقرأنا عنها في الصحف، وشاهدناها في التلفزيون عن الانتهاكات في فلسطين وغوانتنامو... يتذكر أن من دنس القرآن هم جنود الاحتلال الإسرائيلي، والجنود الأميركيون... وهم الذين يريدون القضاء على الدين الإسلامي... وعند ذلك الوقت يعرف من الذي يفجر المساجد..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ