تلك حقيقة لا لبس فيها أن الوحدة الإسلامية تعيش ظروفا لا تحسد عليها والكثير من الاعداء والجهلاء يعملون على خلق الازمات في مجتمعاتنا وفي عالمنا الإسلامي لتفجير هذه الوحدة ولقتل أي لقاء وحدوي بين المسلمين. من الرابح من كل هذه الالغام التي تزرع في طريق اللقاء؟ من المسئول عن فتح كل حقول الالغام الخلافية والكلامية والتاريخية بين المسلمين؟
ومن هؤلاء الذين مازالوا يزرعون بدور الفتنة للعب على التناقضات السياسية والإقليمية والعالمية في مجتمعنا؟ من المستفيذ من كل هذه التفجيرات التي تستهدف المسلمين وتحاول الايقاع بينهم؟ ان ما حدث في سامراء من تفجير لأماكننا المقدسة رسالة واضحة لخلق الفتنة ولاشعال الحريق في البيت الإسلامي. فما احوجنا - نحن المسلمين - للتواصل والتقريب حتى لا تلعب فينا المصالح السياسية.
كان المنظر مفجعاً ومؤلماً ويراد به ضرب المسلمين في مقتل، ولكن ينبغي أن نكون فوق الجراح وفوق الآلام. ان نضع الجرح على الجرح والألم على الألم لأن الهدف بهذا الفعل الإجرامي جرجرة كل المنطقة الى حروب طائفية وليس العراق فقط .لا يكفي أن نقول نحن متقاربون باللسان في يوم وننسى كل اللقاء بقية الشهور. ما لم نرضع أبناءنا حليب التسامح بدلاً من تربيتهم على كراهية الآخر لن نصل الى حل. يجب تعليمهم احترام مقدسات الآخر حتى من أهل الكتاب أيضاً. ان نعلمهم أن الجنة عرضها السماوات والأرض وليست حكرا على فئة مسلمة دون أخرى ونبتعد عن تكريس ثقافة هذه فرقة ناجية وتلك في النار في حدية بالغة.
عندما يكون الخطاب مفخخا طيلة العام ثم نجتمع شهراً واحداً لنرسخ كلمات فضفاضة بلاستيكية عن الوحدة لن ينفعنا ذلك. سيرانا الأبناء أننا نكذب عليهم ونضحك على عقولهم لأنهم يرونا طيلة العام وفي مجالسنا المغلقة نتكلم على بعضنا ونسفه أفكار بعضنا ثم نجتمع في شهر لنتحدث عن الوحدة الإسلامية. اننا نقود المجتمع إلى حيث الازدواجية والانفصام.
نحن كعالم اسلامي وخصوصاً في خليجنا العربي هذا الخليج الجميل في أمس حاجة دون أي وقت مضى لزرع المحبة والتسامح والابتعاد عن أي منغصات لاوطاننا أو شعوبنا قد تؤثر على استقرار وأمن هذه الوحدة التي نبحث عن استقرارها. يجب أن تتعاون دولنا ومجتمعنا المدني وكل المثقفين وعلماء الدين لترسيخ الوحدة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وان نبتعد عن أي خطاب يؤسس للتباغض.
بالأمس دعيت للحفل المقام من قبل الكنيسة الانجيلية في البحرين لمرور 100 عام على انشائها في فندق الخليج، شعرت باننا نعيش تسامحا فلماذا لا نركزه في عقول الشباب المسلم بان قيمة الحياة في تنوعها وان التنوع اثراء ولكل إنسان خصوصيته الدينية والمذهبية وكلنا نلتقي على قاسم مشترك واحد؟ وهذا الحفل وحرية انطلاقته يعكس عمق التعايش بين الأديان في البحرين. إذاً نحن مطالبون بضخ المزيد من الحب والتواصل مع إخواننا المسيحيين فكيف بالمسلمين. ان خطوة التواصل بين المذاهب من مسلمين ومشاركات شيعة وسنة ومسيحيين ورسميين التي يقيمها مهرجان ملا عطية في بوري تثلج الصدر. بوري عودنا شبابها انهم سباقون في الاحتفالات المتميزة الوطنية والدينية وشكر خاص للشابين النشطين يوسف ومحمد وبقية الاخوة. السلام على الإمامين العظيمين. الحزن كبير، لكنه لن يزيد المسلمين الا توحدا ولقاء ومحبة
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ