العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ

صحافيون عرب في البحرين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من حسن حظ البحرين ان ستة من الصحافيين العرب كانوا في زيارة لها الأسبوع الماضي (مغربي، جزائري، أردني، لبناني، مصري، عماني)، ومن سوء حظ البحرينيين أن زيارتهم تزامنت مع«أزمة اللافتة» العالمية! فماذا كانت انطباعاتهم وكتابتهم عنها بعد عودتهم إلى بلدانهم؟

المغربي كتب مندهشاً: «أزمة في جزر البحرين بسبب لافتات دينية»! وبعد انتهائه من صوغ الخبر، اتفق مع رئيس التحرير على أن ينشر الخبر مقتضباً في الصفحة الأخيرة، بجوار الأخبار الخفيفة والمضحكة والمسلية، «فهو خبر لا يستحق أن يأخذ مساحة من الصفحة الأولى» كما قال.

الجزائري وهو تحت تأثير الدهشة أيضاً اختار مانشيتاً مقارباً من ناحية المضمون، لكن مع بعض التفاصيل الدقيقة: «شيخ دين وصحافية بحرينية يحرّضان الحكومة على التضييق على حرية التعبير وتشديد الاجراءات القمعية ويفتعلان أزمة طائفية»!

الأردني تناول الموضوع من زاوية أخرى تلائم المزاج الأردني العام وتحاكي الشارع: «دعوة لجلسة استثنائية للبرلمان بسبب لافتات»!

أما اللبناني الذي لم يصدّق أذنيه وعينيه مما يجري، فإنه كتب غاضباً: «صحافية بحرينية تربط لافتةً دينيةً بالبرنامج النووي الإيراني وسلاح حزب الله ومحور الشر»! وفي نهاية التغطية الخبرية أعلن انه «إذا كان هذا هو مستوى الصحافة وعقلية الصحافيين في البحرين، فإنني لن أزورها مرة أخرى، حتى لو كان فيها إنقاذ لحياتي من السرطان»!

أخونا المصري الذي مرت عليه أنواع من «الإشكالات الطائفية»، ويعرف كيف يتم تحريك «بلطجية الفتن»، فقدّم خلفيةً تاريخيةً عن الموضوع على ضوء تجربة بلاده الذاتية: «إحنه في مصر تمر بينا مشكلات صغيّره زيّ ديّه، لكن تكون على بناء مسجد أو كنيسة، خلاف على أرض من كم فدان، فتح بيت ضيافة، أفلام، مسرحيات... يعني حاجة اشويّه تسوى، أما على لافتة، فالكلام ده أول مرة أشوفه في حياتي»!

وبروحٍ أخويةٍ وجّه نصيحته للبحرينيين في أريحيةٍ تامةٍ ومن دون حواجز قائلاً: «مش عيب ياخوانا، على لافته تقلبوا الدنيا؟ انتو متخافوش على بلدكم؟ انتو ما تختشوش على دمكم؟ من أجل لافته... الله يسامحكم، الله يهديكم يا جماعة»!

أما أهون المانشيتات وأخفها وطأة على نفوسنا كبحرينيين، فهو الذي كتبه جارنا العماني الشقيق: «انتهى خلاف بسيط بشأن لافتة دينية إلى توريط وزارتين في الموضوع، وإلى التهديد باستجواب وزير، وطلب نائب سلفي بعقد جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة موضوع اللافتة المذكورة».

الصحافي الأخير، لم يكن راغباً كما يبدو في الكتابة عن هذه الفضيحة، حفظاً لحقّ الجار ومداراة على سمعته، لكنه اضطر للكتابة عنها مكرهاً. وقبل النشر أوصى محرر الصفحة: «الرجاء نشر الخبر في ذيل صفحة الأخبار العربية، في زاوية صغيرة ما أمكن، ومن دون صورة لكي لا يلفت النظر، فنحن نحبّ ونقدّر البحرينيين، ولم نتمن يوماً أن يتوّرطوا، صحافةً وشيوخاً، في مثل هذه الصغائر والفتن»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً