على أي أساس تجلب المستشفيات أطباء التجميل؟ وأي معيار تضعه وزارة الصحة لاعتبار هذا الطبيب خبيراً ويمكنه إجراء عمليات تجميل؟ وعندما يشوه أي طبيب من الخارج وجه الزبونة من يعوضها... بعد أن خدعت به وظنت أنه خبير فعلاً؟ بينما اكتشفت بعد أن شوه وجهها أنه لا يتمتع بأية خبرة وغير معروف في بلاده في مجال عمليات التجميل. من يتحمل نتيجة إهمال الطبيب والمستشفى... ألا يكفي تشويه المريضة حتى تخسر جمالها ومالها؟ ذهبت إحدى النساء البحرينيات لإجراء عملية لإزالة غدة دهنية بارزة بين عينيها... وقالت إلى طبيب التجميل الذي قام المستشفى بجلبه من دولة عربية كخبير: إنها لا تريد علامة على وجهها... فاقترح عليها إجراء عملية من ناحية الجفون حتى تقوم بشدها وإزالة الغدة الدهنية... ما حدث لهذه المريضة شد شديد في إحدى العينين أدى إلى تشويه العين وإغلاق نصف العين الأخرى وحقن مكان إزالة الغدة بمادة «البوتكس»، ما أدى إلى انتفاخ الجبهة التي تقع بين العينين وتهدلها على وجهها.
ماذا فعل هذا الطبيب الجاهل القليل الخبرة بوجه هذه الزبونة المسكينة التي صدقت أنه خبير ودفعت للمستشفى الذي جاء به 2000 دينار بحريني... وأصبحت الآن لا تخرج من البيت وتتحاشى النظر إلى نفسها في المرآة لكي لا تشاهد وجهها المشوه. إن أول ما يجب على وزارة الصحة القيام به هو أن تشدد في معرفة شهادات الذين يسمون أنفسهم خبراء في مهنتهم... وهم غير خبراء في الحقيقة - ومن الضحية في النهاية؟ المواطن المسكين. والمؤلم في الأمر أن هذه المرأة حاولت الاتصال بالمستشفى لكي تشتكي... فلم تجد أي طبيب... وجدت موظفة أخبرتها أن المستشفى خال إلا عندما يزور هذا الذي يسمى خبير تجميل البحرين... ويقومون بحجز 7 عمليات له في اليوم... ثم يأخذ أجره ويسافر... ليختفي الجميع... أين الطبيب الذي يتابع العملية التي أجريت للمريض... لا يوجد أحد... لأن المستشفى الفاشل يدفع الرواتب باليومية لا بالشهر... كيف يقوم هذا الطبيب بإجراء العملية قبل سفره بليلة... ثم يترك مريضته ولا طبيب بعده يعتني بها؟ من هم أصحاب هذا المستشفى الذي فعل هذه الجريمة البشعة في حق هذه المريضة المسكينة؟ مجموعة من المستثمرين الخليجيين... لا يعلمون ماذا يحدث في مستشفاهم المحترم. إلى أين تتجه هذه المرأة الآن بعد أن تشوه وجهها؟ وهل ستحاسب وزارة الصحة هذا المستشفى؟ وهل في الطريق المزيد من الضحايا... مثلما حدث للممثلة سعاد نصر التي ماتت إكلينيكياً بسبب إهمال بسيط من الممرضين والممرضات في المستشفى. إذ قام طبيب التخدير بتخديرها ثم قلبها الممرضين لإجراء عملية شفط في أردافها... وانفصل الأوكسجين عن فمها لمدة 4 دقائق من دون أن ينتبه أحد من الممرضين والممرضات... وماتت هذه المرأة دماغياً تماماً وتعيش إلى الآن على انابيب التنفس والتغذية. فهل تنتظر وزارة الصحة أن يحدث مثل هذا الأمر المأساوي لتصدر شروطاً مهمة بشأن مستوى الأطباء العلمي الذين يتم جلبهم عن طريق المستشفيات... على أن تصر على وجود مساعد للطبيب لكي يتابع الحالة بعده لا أن يرمي هؤلاء الأطباء مرضاهم بعد أن حصلوا على نقودهم، ولا يهم ما يحدث لهم وكأنهم كم مهمل.
كاتبة بحريني
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ