من الأفضل أن لا تفتح النار على عاجز... معوق... لا يملك أن يحرك ساكن رمشه، والعجز هنا يتجاوز المجازي، لأن بيننا - والحمد لله - من هم آية للنظر والاعتبار، وهضم الدرس الذي يمكن أن يلقنه الله لعباده ويمكن أن تلقنه الحياة للمحسوبين عليها من التنابلة والمتوهمين بأنهم يشكلون رقما صعبا في معادلة الوجود والحياة.
تذكروا - فقط - قبل ثلاث سنوات أين كانت تلك الأسماء التي راحت «تنفش ريشها على الفاضي!» - هذا إذا كان لها ريش أساسا - وقد باتت عارية حتى من ورقة التوت! بفعل أخلاق لا تشرّف أحدا، ويتبرأ منها حتى أكبر الخارجين على القانون والذوق العام. أين كانوا قبل ذلك؟ وأين أصبحوا اليوم بفعل وهمهم الكبير بأنهم قادرون على شراء كل شئ - وليس شرطا أن يكون من عرقهم - بدءا بالذمم، مرورا بالمساحات، وليس انتهاء بشراء بعض المحررين الذين يرعبهم رخص الابتزاز والتهديد، والتحشيد الوقح، الذي إن دل على شئ فإنما يدل على سوء المظهر والمخبر!
مثل تلك الكتابات الصفراء والركيكة حد القرف والغثيان، لن تهز من قناعاتنا شيئا، ولن تدفعنا دفعا - كما فعل آخرون - الى التنازل وتقديم العروض وتنويع الخيارات ومحاولات التهدئة التي لا مبرر لها، إذ يظل البادئ بإشعال الحريق، هو المسئول عن اطفائه، ولسنا ملزمين بأن نسهم في ذلك. لأن تلك النوعية من الكتّاب لا تشرفنا، بل ولا تشرّف حتى هذا الكوكب أن تكون تلك العيّنة من سكّانه وقاطنيه!
أعلم تمام العلم، أن الدخول في مماحكات مع من بالكاد يصيب في 20 كلمة خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية، فيما بقية ما يكتبه بمثابة مجازر علنية تمارس في حق اللغة، هو دخول الى حيث الخسارة، لأنه كما ورد في الأثر: «ما جادلت جاهلا إلا وغلبني»، لأن الجاهل ، وخصوصاً في الحوار، لا يختلف كثيرا عن «.....!» التي لا تتورع عن الإتيان بكل ما يخدش الحياء والذوق والأخلاق في حال الاصطدام بها، فيما أنت تحكمك قيم ومعايير وفكر وتأسيس لا تستطيع أن تتجاوزه، وبالتالي ، أي رد فعل يصدر منك هو فقط للتذكير بأنك لن تبتلع اساءة أي كان، خصوصاً إذا ما جاءت تلك الإساءة من دون أي تبرير، وإلا هل نشر رأي لأحد الكتّاب في زاوية يكون مبررا للانطلاق في «قلة الأدب» و«الهذيان» الذي يذكرك بيونس شلبي في مسرحية «مدرسة المشاغبين» ثم من هو؟ وما هو تاريخه وإنجازه في الكتابة كي يفرض على صحيفة الإنعام على كاتب والسخط على كاتب آخر؟، ومن هو ليتحدث باسم «مدارس» فيما هو لم يتجاوز امتحان القبول للدخول الى فصول محو الأمية؟ ثم من هو وما هو موقعه من الإعراب؟ وما هي امكاناته ومؤهلاته وانجازاته كي يشيع بين شلّة «الأنس» المخدّرين» التي تأتمر بأمره، بأنه منقذ ومطهّر هذه الساحة؟ وعليَّ أن استدرك واعترف هنا بالقول: لقد اهتدى الى ما لم يهتد اليه أحد من قبله،فبعد الصالونات الأدبية لعباس محمود العقاد، وطه حسين، ومي زيادة، وغيرهم، أصبحَ الرائد في صالونات الغِيبة والنميمة والدسائس والمؤامرات!
التقيت بالشخص في حال تطفل بدر منه، وعلى رغم استعراضاته المثيرة للضحك والسخرية، يمكنني القول إن ثقافته تصل الى 20 درجة تحت الصفر
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1268 - الجمعة 24 فبراير 2006م الموافق 25 محرم 1427هـ