التفجير الذي استيقظ عليه الشعب العراقي أمس الأول واستهدف ضريحي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) في مدينة سامراء كان بمثابة صدمة عميقة على جميع أبناء الشعب بمختلف طوائفه الشيعية والسنية والكردية، إذ شبه احد قادة المسلمين السنة الحادث وتداعياته بأنها أكثر هولاً مما حدث إبان أيام المغول وجنكيز خان وتيمورلانك وهولاكو، إذ فجرت تلك الاعتداءات غضبا امتدت تداعياته سلبا إلى تدمير عشرات من مساجد إخواننا من الطائفة السنية واستهداف أئمتهم.
الحكومة العراقية استنكرت هذا الحادث المشين الذي يهدف من ورائه إثارة الفتنة الطائفية وتفتيت وحدة الشعب العراقي الذي يسعى جاهداً إلى الخروج من مباحثاته العسيرة بشأن تشكيلة الحكومية التي يترأسها مرشح الائتلاف الموحد إبراهيم الجعفري ومساعي جهوده للتصدي للفيتو الأميركي إذ أعربت واشنطن عن مخاوفها من مغبة تشكيل حكومة طائفية في وزارتي الداخلية والدفاع والاستخبارات والأمن الوطني حسبما قال سفيرها في العراق زلماي خليل زاد.
المراجع الدينية بقيادة المرجع الأعلى في النجف آية الله السيد علي السيستاني أدانت الحادث وناشدت الجميع ضبط النفس والالتزام بالهدوء وعدم استهداف مواقع سنية وطرح السيستاني اقتراحات على الحكومة من شأنها أن تساعدها في بث الأمن الذي حملها مسئوليته في حال ضعفت عن ذلك فهناك فئة من المؤمنين ستتولى إدارة الأمن بينما اعتبر المرجع الديني محمد حسين فضل الله الهجوم بأنه يخدم مصلحة القوات الأميركية المحتلة في المنطقة.
تفجير مرقد الإمامين جاء في ظروف حرجه تواجهها الأمة الإسلامية المشتعلة من جراء الرسوم الكاركاتورية المسيئة للرسول (ص) في الصحافة الدنماركية، وهو رسالة واحدة تقول ان الأمن لن يتحقق إلا بإرادة أميركا عبر نشر قواتها وبقائهم في العراق مزيدا من الوقت لتحقيق دعوة بوش للديمقراطية والتي تزامنت مع زيارة وزيرة الخارجية كوندليزا رايس للمنطقة لرسم خطوط الديمقراطية وفقا لمرئيات واشنطن كما تأتي على خلفية الخلاف الأميركي - العراقي بشأن مخاوف من حكومة طائفية اعتبرها الجعفري أنها شان عراقي محض، وتهدف لتوضيح أن وزارة الداخلية التي يتزعمها ممثل الائتلاف بيان جبر صولاغ «الطائفية» عجزت عن توفير الأمن للأضرحة المقدسة وان أمن العراقيين لن يتحقق إلا بوجود الجندي الأميركي الذي كشفت الأنباء عن آخر بطولاته المزعومة في فظاعة معاملته وانتهاكه لحقوق المعتقلين وصور أبوغريب ابرز دليل على ذلك. إذا عنوان «المسج» هو لا أمن إلا ببقاء الأميركي ومدرعاته في قلب الديار العربية لتحقيق الأمن والسلام في منطقة تهوج بمشكلات شتى بدءاً بالعراق مرورا بملف إيران النووي وفوز «حماس» في الانتخابات الفلسطينية وتداعياته، وصولا إلى الملفين اللبناني والسوري
العدد 1267 - الخميس 23 فبراير 2006م الموافق 24 محرم 1427هـ