العدد 1267 - الخميس 23 فبراير 2006م الموافق 24 محرم 1427هـ

«دلّوعة» السياسة الأميركية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

غادرت «دلّوعة» السياسة الأميركية كوندليزا رايس ظهر أمس بيروت متوجهةً إلى أبوظبي بعد زيارةٍ مفاجئةٍ دامت عدة ساعات، بعد أن اجتمعت مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة إلى البطريرك نصرالله صفير وجنبلاط وسعد الحريري.

«كوندي» التي تسلّلت إلى بيروت فجراً تحت أستار الظلام، لدواعٍ أمنية طبعاً، (وبالعامية: من زود الخوف!)، كانت تحمل في دماغها «أوامر وإملاءات»، وعلى اللبنانيين السمع والطاعة. ولم يتسرّب شيءٌ عمّا دار في اللقاءات حتى كتابة هذا المقال (السابعة مساءً)، غير أن صفير أبدى ارتياحه الشديد لنتائج لقائه معها، وخصوصاً أنها «حدّدت مواصفات الرئيس المقبل» لجمهورية لبنان «الحرّ جداً... المستقل تماماً»!

وعلى رغم التكتم الشديد على لقاء الأحبة، تمكّن بعض المراسلين «الشياطين» من تسجيل حوارٍ مقتضبٍ يعكس أجواء لقائها بري، إذ استهلت اللقاء قائلة، وهي تستخفّ دمها: «إن الطقس جميل في لبنان، وأنا أحبّ ممارسة رياضة التزلج»! ولأن بري لم يكن من الساسة المائعين، فقد ردّ عليها قائلاً: «إن أفضل مكانٍ للتزلج هو مزارع شبعا اللبنانية، وآمل أن أستقبلك هناك في أحد الأيام»!

وكانت «كوندي» استهلت جولتها الميمونة للمنطقة بزيارة القاهرة، وأعربت عن ثقتها بأن مصر «ستقود المنطقة بأسرها إلى طريق الديمقراطية»، وقالت وهي تنظر إلى نظيرها المصري: «إن هذا ليس مجرد أمل، إنه تأكيد وثقة بصديقتنا مصر». وجدّدت مطالبتها بـ «تجفيف منابع الموارد المالية» عن الفلسطينيين، عقاباً لهم على انتخاب «حماس»! وهكذا سيكون مستقبل العالم العربي مطمئناً جداً مادامت قاطرة «الديمقراطية المقدسة» في المنطقة سيقودها بلدٌ يمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، ويضرب الناخبين بالهراوات ومسيلات الدموع لمنعهم من دخول مراكز الانتخاب، فيضطرون إلى التسلّق من الجدران للإدلاء بأصواتهم! ولكنه طريق الولايات المتحدة الأميركية، «دجّال القرن الحادي والعشرين».

هذا عن إملاءات الحبيبة «كوندي»، وتمنياتها لنا ولأجيالنا الصاعدة، أما عن تمنيات زميلها في بغداد المحتلة، سعادة السفير ظلماي خليل زاد، و«أوامره وإملاءاته»، فقد عبّر بوضوح عن معارضته تسليم بعض الحقائب الوزارية لهذه الطائفة أو تلك، وهو يتصرّف كأن البلاد بلاد أبيه، ورثها ضمن تركته حين مات في إحدى قرى أفغانستان. ولأنه سمع كلاماً صارماً رافضاً لهذه العنجهية، في بلدٍ متململٍ يريد مواطنوه جميعاً الانعتاق من أغلال الاحتلال، كلٌ على طريقته، فإن جوابه كان في سامراء: «السمع والطاعة أو... حرق العراق».

من هنا، سارع الساسة العراقيين للتحذير من الفتنة التي تخطط لها الولايات المتحدة الأميركية»، ويتورّط في تنفيذها المراهقون الأغبياء الصغار. ومن هنا كان أول ما صدر عن المرجع الأعلى السيد السيستاني هو تحريم الاعتداء على مساجد السنة، فهي خطٌ وطنيٌ أحمر، وفخٌ ينصبه أعداء الأمة ليحترق فيه الجميع.

على رغم الفاجعة، سيكون الوضع بخير، مادامت هناك عقولٌ راجحةٌ تترفّع على الجروح، ومادام هناك من يرفضون الإملاءات الأميركية من خليل زاد و«كوندي» زاده، وجورج زاده! ويكون جوابهم: تزلقوا، تزحلقوا،المهم أن ترحلوا بعيداً... فقد ضجّ العراق.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1267 - الخميس 23 فبراير 2006م الموافق 24 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً