العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ

جريمة التفجير استهدفت كل المسلمين

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

في كل مرة تحاول يد الغدر أن تتسلل للوقيعة بين المسلمين أنفسهم تارة، وتارة بينهم وبين المسيحيين، والأسلوب معروف وواضح، وهو اتباع أسلوب تفجير الأماكن المقدسة في ذلك.

بالأمس صُدم العالم الإسلامي بالعمل الجبان الذي وقع في العراق بتفجير مرقد الإمامين الهادي والعسكري (ع). لقد كان المنظر مرعباً ويعكس مدى دناءة وخبث الفاعل. الهجوم ليس هجوماً على الشيعة، وإنما هو هجوم على المسلمين جميعاً. فالعالم الإسلامي يجلّ هذه الأماكن المقدسة، وهناك من يساهم بالتبرعات والنذور لدعم هذه الأماكن ومن الطائفتين الكريمتين وغيرهما.

إن موقف السيد السيستاني موقف إسلامي مسئول عندما حرّم التعرض لأي مسجد من مساجد الطوائف الأخرى، في إشارة واضحة وصريحة إلى أن هذا العمل الجبان يُراد به إيقاع المسلمين في فتنة طائفية. وكلما كانت هناك خطابات مسئولة وعاقلة تدعم التواصل وتصر على ثوابت الوحدة الإسلامية والوطنية كلما أصبحت الأمة الإسلامية في أمان وفوق مستوى الجروح والآلام.

يجب أن ندين كلنا هذا الفعل الجبان وهذه الجريمة النكراء، فالهدف منها إيقاد الفتن وتمزيق العلائق بين المسلمين.

وهنا يجب أن نثبت أن الآلام تزيدنا ثباتاً وقوة وتواصلاً ومحبة. اليوم لا أحد بمنأى عن الإرهاب، لا السنة ولا الشيعة ولا المسيحيون. كل يوم سيُستهدف مقدَّس من مقدسات الأديان لبعث الفتن الطائفية. بالأمس قتلت شخصيات من السنة والمسيحيين والشيعة، وهكذا تستمر العملية وطريقة الاستهداف. هؤلاء لن ينالوا شيئاً من الأئمة (ع)، فالمتوكل هدم ضريح الحسين قبل 1300 سنة، ومازال ضريحه يناطح السحاب علواً وشموخاً. وبعد رحيل الإمام علي (ع) تم نبش 1000 قبر بحثاً عن قبره، ولم يتغير الوضع، وها هو عليٌ حاضر في قلوب كل المسلمين، يظلهم بإيمانه وإنسانيته.

هذه الفواجع يجب أن تزيد المسلمين وحدة وترابطاً ومحبة، لأنها رسالة واضحة بأن أعداءهم يريدون لوحدتهم أن تنقضي.

إن المتمصلحين من خلق الفتن الطائفية صورهم مختلفة، وليست لهم هوية واحدة، بل لهم عدة صور وتجمعهم مصلحة واحدة هي ضرب الوحدة الإسلامية.

في كل أزمة، سنهتف أن المسلمين إخوة، وفى كل الطوائف يوجد عقلاء هم بمثابة صمام الأمان لهذه الوحدة.

إن هذا المرقد الطاهر هو مرقد لجميع المسلمين، فليضعوا أيديهم في أيدي بعض لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

إن هذين الإمامين سيبقيان جذوة متقدة في قلوب الجميع، وإننا لو جعلنا من نبضات قلوبنا عقداً فلن نفي لأئمتنا (ع).

العراقيون في أمسِّ الحاجة اليوم إلى لمِّ الشمل وترسيخ الوحدة والعمل المشترك لصناعة عراق جديد، قائم على الوحدة الوطنية والتعددية السياسية، وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص للجم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً