قضت محكمة نمساوية أمس الأول بالسجن 3 سنوات على المؤرخ البريطاني ديفيد ارفينج لأنه أنكر منذ (17 عاماً) وجود «الهولاكوست» محرقة النازية لليهود. اذ كانت القضية ارتكزت على تعليقات أدلى بها ارفينج في مقابلة أجراها في العام 1989 وفي خطب ألقاها عندما زار النمسا ناكراً فيها الإبادة الجماعية لليهود على يد النازيين على اعتبار أنها ليست جريمة.
هذا الخبر الذي بثته شاشات الفضائيات وتناقلته وكالات الانباء المختلفة يوضح تمام التوضيح إنه لا يمكن لاي شخص كان ان يمس أو ينتهك الذات اليهودية لا من بعيد أو من قريب فتلك مسألة تعد من المحرمات «التابو» إن لم تكن واقعاً معلناً عنها عبر الحكومات الأوروبية التي تخشى أو تتحاشى أي تصادم يحدث مع الجماعات اليهودية حتى لا يؤثر أو يعرقل ذلك مصالحها أياً كانت وعلى رأسها الاقتصادية، هذه السياسية غير المعلنة التي تنتهجها معظم الحكومات الأوروبية تعبر عن حال متناقضة غير متزنة مع النهج الذي تقوم او تطبقه ان جاء الانكار مثلاً على العرب أو الإسلام... وأكبر دليل الرسومات المسيئة للرسول (ص) التي نشرتها إحدى الصحف الدنماركية إلى الكتاب الهولندي «الله اعلم» الذي كتبه المخرج الهولندي ثيو فان جوغ مهاجماً فيه التشدد الإسلامي ومتهماً أئمة المساجد بكراهية المرأة إلى فيلمه «الخضوع» «Submission» الذي عرض قبل عامين في التلفزيون الهولندي مستهزءاً بمعتقدات المسلمين بصورة سينمائية تصور فيها مقاطع للمرأة في مشاهد إباحية كتبت عليها آيات قرآنية تعبر عن اضطهاد الاسلام للمرأة من وجهة نظر المخرج الهولندي الذي بسبب ذلك اغتاله هولندي من أصل مغربي خلال نزهته على دراجته في أحد شوارع أمستردام. لكن الغريب لم تحرك الحكومات العربية والاسلامية أي ساكن مع الحكومة الهولندية بينما الرسوم المسيئة لرسول (ص) دفعت الحكومات العربية والإسلامية والشعوب إلى رفع مذكرات احتجاج ومقاطعة الحكومة الدنماركية.
اخيراً احتجت المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل شاكيرا على رفض موزع اغانيها في الشرق الاوسط توزيع أغنية قال إنها تتكلم عن الله بصورة غير لائقة. من يقرأ كلمات هذه الأغنية يجد أن شاكيرا تهزأ من الله وتتحدث معه على أنه إنسان بصورة سخيفة للغاية... ولا أدري إن كان هناك أية نية لمقاطعة اغانيها.
على كل، جميع هذه المؤشرات توضح ازدواجية في التعامل مع العرب والإسلام مقارنة مع كل ما لهو علاقة باليهود كثقافة وتاريخ ودين بالنسبة للحكومات الغربية عامة فيبدو أن حال التشدد تحت غطاء الحريات العامة هي من أصاب الحكومات الأوروبية وليس العربية بل حتى مادة العرب والاسلام أصبحت مرغوبة كونها ترفع المبيعات وتقضي الحاجة في رفع وتيرة الحقد والتحقير لكل ما هو عربي ومسلم وهذا ما تسعى إليه شاكيرا وغيرها ممن يجدن في قذف العرب والإسلام سهولة لجني المال والثراء على حساب معتقدات وافكار زائفة وطارئة...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ