العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ

المرأة والبيئة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ندوة «المرأة والبيئة» التي عقدت يوم أمس في فندق الدبلومات برعاية سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة (ممثلة المجلس الأعلى للمرأة) طرحت مقاربة بين الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة (بمناسبة يوم البيئة الوطني) واستراتيجية المجلس الأعلى للنهوض بالمرأة البحرينية.

المدير العام لحماية البيئة إسماعيل المدني أشار في حديثه إلى شخصية كينية فريدة من نوعها، وهي أول امرأة (وأول إنسان) تحصل على جائزة نوبل بسبب دفاعها عن بيئة بلادها. وقال إن الناشطة وانغاري ماتاي حصلت على جائزة نوبل في 2004، وعندما رشحت نفسها لبرلمان بلادها حصلت على 98 في المئة من الأصوات، ولكن هذه الإنجازات لم تتحقق إلا بعد أن دخلت السجن أكثر من 12 مرة وعذبت حتى قاربت الموت ولمدة 30 عاماً متواصلة من النضال من أجل الحفاظ على بيئة بلادها.

وأشار المدني إلى مقولة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون، إن «سن القوانين البيئية لا يكسب الأصدقاء»، لأن المتنفذين الجشعين لن يتوانوا في محاربة من يدعو إلى حماية البيئة لاعتقادهم بأن ذلك سيؤثر على الأرباح التي يجنونها عبر تدمير بيئة الإنسان.

ولاشك، أن من يدمر البيئة يحصل على المال الكثير، تماماً كما يحصل مهرب المخدرات على الأموال الطائلة عبر ترويجه مخدرات تهلك صحة الإنسان وتدمر إنتاجيته، وتسحب ثروات الاقتصاد الوطني لصالح فئة من المحرومين.

المدمرون للبيئة مجرمون، مثلهم مثل مروجي المخدرات، ولذلك فإن المجتمع الدولي بدأ يسن قوانين ويطرح اتفاقات لحماية البيئة من الدمار، لأنه إذا لم تحفظ بيئتنا فإن آلاف الجزر والبلدان ستختفي تحت مياه البحر بعد 50 عاماً من الآن.

أما في البحرين، فإننا مازلنا نتحدث عن البيئة وضرورة المحافظة عليها وتجريم من يدمرها، ولكن هذا الحديث للاستهلاك الإعلامي فقط، لأن تدمير بيئة البحرين أصبح السمة الملازمة والمتواصلة لعدد غير قليل من الذين ربطوا استراتيجية تكثير أموالهم على حساب بيئة ومستقبل البحرين. ولا توجد لحد الآن أية آليات لمراقبة الوضع أو معاقبة مدمري البيئة، بل إن ما نشهده هو استمرار حثيث لقتل الزرع وتدمير السواحل والاستحواذ على الجزر الجميلة ومنع البحرينيين حتى من رؤيتها عن بعد، وكأن شعب البحرين أدنى من أن يستحق رؤية بلاده وما يحكى عن جمالها وتوافر بعض المناطق الخلابة التي أصبحت ملكاً خاصاً من دون أي اعتبار لمفهوم سيادة الشعب على الأرض لإعمارها والاستمتاع بها كما ينص على ذلك قرآننا الكريم ومواثيق حقوق الإنسان وحماية البيئة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً