العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

#طموحات الشباب... واقع أم حلم صعب المنال؟# 

22 فبراير 2006

شباب هذه الديار لا يحلمون أن يصلوا إلى القمر أو يخترق الفضاء أو يكتشف الذرة، لكنه يحلم ويرغب في أن يعيش حياة كريمة ومستوى يليق بكونه من شباب هذه المملكة. يحلم شباب البحرين وخصوصاً حديثي الزواج أو الراغبين فيه ببيت أو شقة صغيرة بمبلغ رمزي ليستطيعوا أن يقيموا أساس الأسرة الصغيرة، إذ ان الكل يعلم من أهم ضرورات الحياة هو الحصول على المسكن الذي من دونه تنعدم الحياة والاستقرار.

فالكل يعلم أسعار الايجارات الخاصة بالشقق أو البيوت والكل أدرى بالحال التي عليها الشباب والرواتب التي لا تكفي لسداد كل متطلبات الحياة الضرورية والقروض التي تشل من حركتهم وتعرقل صفو سعادتهم...

سؤالنا هو: لماذا لا تمنح الدولة المساعدات والمنح للمقبلين على الزواج لتسهيل الأمور عليهم لتشجيعهم على الزواج المبكر لصيانة المجتمع من المشكلات الناتجة عن عدم الزواج؟...

نعلم بأنه وبالأمس القريب وعلى مرأى ومسمع الجميع صرح جلالة الملك، والد الجميع الراعي والساعي إلى خدمة وسعادة وراحة أبناء المملكة بأنه من حق كل مواطن أن يمتلك أرضاً وبيتاً، وأن القيادة تعمل على توفير كل ما من شأنه راحة وسعادة وتطلعات المواطنين، ولكن السؤال الذي بات نقطة الحيرة في نفوسنا: هو متى سيحين ذلك؟ ومتى سينعم الشباب بالراحة ومتى سيرى ذلك البيان طريقه إلى التطبيق؟ سؤال ننتظر الاجابة السريعة عليه.

أمل الشيخ


أبناء جيل جديد

هناك سؤال لايزال يطرحه الأبناء على آبائهم ولكنهم لا يجدون جواباً، السؤال: «هل تدركون أننا أبناء جيل جديد انفتحت له المغريات بأشكالها وألوانها وتحولت فيه الحياة إلى ما يشبه الملعب الكبير؟! وإلا فلماذا تمنعوننا من أبسط حقوقنا»؟!

ذاك سؤال لايزال الكثير من الآباء غير قادرين على الإجابة عليه وربما غير راغبين. إذ إن هناك الكثير من الآباء لا يريدون الاعتراف بخطأ تربيتهم فهم لا يلومون إلا أبناءهم ولا يفتئون يضجون منهم في كل مجلس، فذاك يتحدث عن ولده الذي لا يفارق شاشة التلفزيون وذاك يتحدث عن ولده الذي لا يخرج من النادي، وتلك تتحدث عن ابنتها التي تسهر كثيراً مع المسلسلات المدبلجة!

ولكنهم لو قاموا بعمل ما قام به ولي أمر محترم نظر إلى ابنه فاعترف بخطئه قبل أن يلومه لكان نصيبهم من أبنائهم الخير الكثير. استمع ولي الأمر إلى ابنه وهو يتحدث عن عشقه لكرة القدم إذ بدا ذلك جلياً من متابعة الولد لكل مباريات المنتخب البحريني ومن شدة تعلقه باللاعبين، ومن كثرة ذهابه إلى النادي، فذهب ليسأل عن ابنه في المدرسة فأجابه مربي الصف: «إن ابنك ليس بغبي فذهنه متوقد ولكنه متى ما حضر حديث الرياضة تحول إلى شخص مهمل وهو دائم الشكوى من أن أبويه لا يسمحان له باللعب، ونصيحتي إليك أن تهتم وتتواصل مع ابنك بما يحب»، أخذ ولي الأمر بنصيحة مربي الصف فجعل يناقش ابنه في المباريات وأبطالها وتطورت الحال بينهما إلى أنه اشترى له لباساً رياضياً وحذاء وكرة جديدة وكان يسمح له بالذهاب إلى النادي ولكن بعد أن يسأله عن دروسه وعن واجباته. فماذا كانت النتيجة؟... كانت نتيجة ابنه فوق ما كان يتوقع!

لقد استطاع ولي الأمر باعترافه بخطئه أن يدرك أنك متى أردت شيئا من ابنك فعليك أن تعطيه وتسهل له ما يحب طالما أنه لا يتعارض مع إسلامه وأخلاقه الفاضلة. وإلا فإرغام الولد على الدراسة مع منعه من أبسط حقوقه في ممارسة هوايته لن تكون نتيجته سوى فشل الابن وعذاب الأب. ذلك حل يرغب فيه جميع الآباء - فيما أظن - ولكن أيهم يستطيع القيام به؟!

سيد جعفر سيد علي


أم المشكلات... الفقر القاتل

لن تكون الصبية فاطمة الضحية الأولى ولا الأخيرة للفقر في البحرين، ومن المضحك المبكي أن تتعامل الدوائر الرسمية المشتركة في هذه المأساة مع القضية وكأنها القضية الأولى والأخيرة، فتستنفر الجهات المسئولة للتحرك السريع على مستوى هذه الحالة الفردية ولو بعد فوات الأوان وخسارة الإنسان الذي لا يعوض، ثم ننتظر ضحية جديدة لعلها تكون ضحية للكهرباء أو الفقر أو البلاعات المفتوحة أو الحريق بسبب أسلاك تالفة أو اعتداء جنسي أو غير ذلك الكثير من الحوادث المحتملة وبعد ذلك تهدأ العاصفة في انتظار مأساة جديدة.

نعم يحدث ذلك في البحرين، هذا البلد الصغير الذي لم يتغير الوضع المادي والمعيشي لمعظم سكانه منذ أكثر من 70 عاماً. نعم مازلنا نستطيع وصف شوارع ومنازل بعض المدن والقرى كما تركناها منذ 50 عاماً. تذكرت ذلك عندما ذهبت قبل شهور تقريباً لتقديم العزاء لأسرة أعرفها لم أزر منزلها منذ 40 عاماً. وكنت أسير في الطريق وأنا أتخيل منزلاً جديداً لن أستدل عليه ولكن كان المنزل نفسه والعتبة نفسها والدور نفسها والوجوه الطيبة الفقيرة نفسها في انتظاري.

الفقر القاتل أم مشكلاتنا في البحرين، ولتسكت الأفواه التي تفلسف الأمور وتلهث وراء مشكلات أخرى، تارة المسألة الدستورية وتارة الأحوال الشخصية وتارة قانون المجتمعات والجمعيات وتارة السلام مع الأديان الأخرى والسياحة والرخاء الاقتصادي الموعود.

أيها السادة، انفضوا أيديكم وأسكتوا أفواهكم وارفعوا أقلامكم إلا عن مشكلة الفقر. فهي التي يجب أن تجند لها المنابر والمساجد والمآتم، هي التي تستحق حملات التبرع بالمال وليس بالدم، هنا البلد الذي يحتاج إلى تبرعاتكم وليس الخارج يا أهل عذاري التي (تسقي البعيد وتخلي القريب).

إن الفقر سبب الموت والحوادث والإدمان والتسرب من المدارس والانحراف الأخلاقي والسرقة والجرائم والخلافات الزوجية والأسرية والزواج المبكر والبطالة. والمسئولون عنه كثيرون، أولهم الحكومة والمسئولون وأصحاب النفوذ والتجارة والأثرياء الذين كلما زادت ثرواتهم فرخوا مجمعات وسجلات تجارية وعمارات وجزراً سياحية. إنني أسأل: لمن كل هذه المجمعات التجارية والجزر السياحية والناس لا تملك دخلاً شهرياً ولا عملاً ولا سكناً؟ كيف تقوم كل هذه المشروعات بين عشية وضحاها بينما يبقى المواطن ينتظر العمل والسكن والراتب الملائم حتى يشيب ويقبر؟ أين تذهب أموال النفط وفوائضه طوال هذه السنوات؟ دول الجوار عاشت الطفرة ووفرت المعيشة الملائمة لسكانها، والآن بدأت تفكر في المشروعات السياحية والانتعاش المالي والاقتصادي. لكن ماذا عنا نحن الذين مازلنا نعيش في مساكن الخمسينات برواتب هزيلة؟

أليس من المضحك المبكي ان نقلد غيرنا ونضع موازنات بالملايين للمجمعات التجارية والمشروعات الرياضية والجزر السياحية للأجانب، والمواطن جائع وعريان ولا يملك سكناً ملائماً، ونضع موازنات هزيلة للمشروعات والوزارات الحيوية ونمطط مشروعاتها لعشر سنوات أو أكثر؟

والمسئول عن الفقر ملاك الأراضي، وما أدراك بمشكلة الأراضي في البحرين؟ المشكلة الضاربة في عمق التاريخ، فمن يصدق أن هناك قانوناً وضعياً وشرعياً إلهياً يجيز تملك فرد للمساحات الشاسعة على مد البصر من الأراضي فيحيطها بالأسوار العالية أو يحولها مجمعات سكنية يمر عليها المواطن بكرة وعشية وليس له نصيب فيها، وإن حلم يوماً بمنزل العمر فعليه إما انتظار السنوات الطوال أو كابوس القروض وعلى الدولة ردم البحر أو تحويل المقابر لقسائم سكنية وتبقى الأراضي الشاسعة محاطة بالأسوار العالية وهي التي كانت يوماً ملكاً لأجداده.

كم من ملاك الأراضي سواء من المسئولين أو الأثرياء فكر أن يقدم صدقة جارية له قبل موته متمثلة بتبرعه لأصحاب المساكن الآيلة للسقوط في قريته فقط بشقة أو بفيلا أو قطعة أرض واحدة؟ أم ان الصدقة الجارية لا تكون إلا ببناء المساجد والمآتم حتى لو لم تحتج اليها القرية أو المدينة؟

المسئولون عن الفقر العلماء من الطائفتين، فأين الزكوات والأخماس؟ لماذا لا تؤدي دورها في بلدنا؟ لماذا دائماً هم مشغولون بحملات التبرع والإغاثة للخارج؟ وهل يرضى علماء الطائفتين ببناء المساجد، لمآتم بالزخارف والنقوش والفرش الفاخر، والقباب المذهبة والبلاط الغالي والبوابات الضخمة وننفق عليها الملايين من أموال الأثرياء والتبرعات وكأننا نبني كنائس لا مساجد ومآتم، بينما الفقراء أحق بهذه الأموال؟ ثم نجلس فيها مع التنافس والاختلاف مع هذا أو ذاك ونطلب من الله المغفرة وندير سبحتنا ونرفع أكفنا ونلطم صدورنا ونقول قربة إلى الله تعالى، السلام عليك يا أبا الحسن كنت تجمع المال في بيت المال وتفرقه على المستحقين في ساعته ثم تكنس دار بيت المال في آخر الليل وأنت تقول: اشهدي أنني ملأتك بحق وفرغتك بحق. المؤمنون وعامة الناس أيضاً مسئولون عن الفقر. عجيب أمر هذا الشعب! يستطيع جمع التبرعات والأموال الطائلة في أوقات قياسية من أجل مسجد أو مأتم أو للخارج ولا يستطيع سد رمق عائلة أو إخراجها من الفقر أو إيواءها تحت ظل سقف! سمعت حديثاً من أحد خطباء المآتم يرويه عن الإمام الصادق (ع)، أذكر هنا معناه لا نصه الحرفي يقول فيه:

لئن أكفل عائلة من المسلمين أسد جوعتها أحب إليّ من سبعين حجة، ثم أضاف الخطيب شاهداً من القرآن بقوله تعالى لآدم «إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى» مشيراً إلى أهمية هذه الحوائج للإنسان على غيرها. نعم كما ورد في القول المشهور «إني لأعجب ممن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه»؟! نعم الفقر قنبلة، لكن لا تخشوا انفجارها في بلدنا، فنحن شعب طيب ينام على فراش الصبر والقناعة وحزاوي الزاهدين والصالحين ويلوك السياسة والثقافة كل يوم أكثر من الخبز، وينتظر الغد الجميل الموعود الذي لم يعشه بعد. ما أكثر الوعود بالغد الأجمل على لسان المسئولين والكتاب الحالمين، فتارة من الفورمولا ثم من جزر أمواج الحالمة ومرفأ البحرين المالي ومنتدى المستقبل واتفاق التجارة الحرة، لكننا أفقنا ضاحكين من أحلامنا على دولة لا تستطيع حتى حماية أجهزة الصراف الآلي من السرقة!

نعم لن تنفجر الآن، وحتى لا يأتي آوان انفجارها فيا أيها السادة، يا مسئولون يا أصحاب النفوذ يا ملاك الأراضي يا علماء يا اثرياء يا جمعيات سياسية وخيرية ونسائية أيها الخطباء وأئمة المساجد والكتاب والمثقفون والمدارس والجامعات والبرلمان لا يتبرأن أحدكم من مسئوليته عن الفقر ومأساة فاطمة، فهلا أوقفتم هوسكم بالكلام والخلالفات، وغيرتم حملاتكم وشعاراتكم، ليجعل الجميع ولو لسنة واحدة شعار القضاء على الفقر هدفاً له.

حلوا مشكلة الفقر بالسلم والمشروعات المجدية والحملات المكثفة قبل أن يحلها الفقراء بأيديهم وألسنتهم.

بئس لأمة تنام وبين ظهرانيها طفلة جائعة تموت، ليسكت الجميع، فكلكم كاذبون إن مر عليكم موت هذه الطفلة مرور الذباب على وجه أحدكم.

صفية يوسف رضي

رئيسة اللجنة النسائية في جمعية التوعية الإسلامية

العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً