سؤال نقرأه في عيون المواطن الفقير: هل سيمنحني هذا النائب رائحة الخبز أم رائحة بارود المعارك المفتعلة تحت قبة البرلمان؟وهل كان بعض نوابنا يمارسون معارك الفيلة، ومن هم العشب؟وهل تنطبق علينا قاعدة: عندما يتصارع الفيلة يموت العشب، والعشب هنا هم الطبقة الكادحة المحترقة من المواطنين ومن كل الأطياف، المليئة بالشقوق والثقوب والحلقة الأضعف التي عادة ما تكون موقعًا لمحارق نفايات التصادم والممارسات البهلوانية التي توزع أكياس وَهْم الطحين والقمح! هل كل النواب ملتزمون بالقانون؟ وهل في انتشار حمى الانتخابات القادمة ستكون وعود بعض النواب واقعية؟ كم نائب طرزاني عشنا في الدورة السابقة؟ وكم مواقف ممسرحة هوليودية تفوق قدرة «براد بيت» أو « كروز» على التمثيل لكن لم تطعم الناس طعاماً؟ لم تمنحهم لا بلح نخيل البديع ولا سمك سترة ولا أشجار الرفاع ولا حلوى المحرق، والمثل هذا ليس المقصود به الشخوص وانما ما يحمل من دلالة رمزية تعكس مدى احباط السواد العام من الناس.
هل هناك نواب كسروا القانون على رغم معرفة الجميع بالقانون اليوناني فضلاً عن البحريني القائل: نحن أحرار بقدر ما نحن عبيد للقانون، كمراقب مستقل اقسم الناس والاصدقاء وكذلك النواب في هذه الحياة إلى 3 اقسام: نائب كالهواء لاغنى عنه ويكاد يكون كالعنقاء لا وجود له، ونائب كالدواء لا تحتاج إلا وقت الأزمات والضرورة، ونائب مثل السم لو شربته قتلك وقتل الوطن، أرفض آليات الفرز ولكم ان تختاروا من هو نائب الدواء ومن هو نائب السم؟ ولنترك الاول كي لا نكون متفائلين كثيراً.
بعض نوابنا لعب دور اسماعيل يسين في الجيش لكنا لم نر ولا انجازاً وهناك نواب ومن كل الأطياف حركوا شيئاً لكنهم أثقلوا بالظاهرة ذاتها.
في حملة الانتخابات القادمة سنشهد مزيداً من المبالغات وهناك من سيوزع المورفين السياسي، وهناك من ستشتد فيه غريزة الصراخ، حتى من كان (حماماً زاجلاً يحط على كتف الوزير الفلاني أو العلاني) سيتحول من فصيلة الحمام إلى فصيلة الصقور للدعاية الانتخابية، ومن فصيلة الدواجن إلى فصيلة الأسود، سنشهد «كما علمتنا التجربة» في البرلمان القادم نواباً موسميين، أو دعنا نقول: مشمشيين، مثل المشمش له موقف واحد في كل مرحلة وينامون بقية الشهور، مجتمعنا يعاني من فقدان الذاكرة وستختلط عليه الأمور، نتمنى من الجميع تشجيع قطار «الوفاق» ليحط على سكك المشاركة وعلى الوفاق ان تختار مرشحين أكفاء يمتلكون شرعية تاريخية وطهارة ظاهرية وباطنية ويجب أن «يزوقوا» بحقن الواقعية لأن خطاب البرلمان يختلف عن خطاب الشارع. واللغة البرلمانية تحتاج الى اكياس حقائق وقوارير مليئة بالارقام، كي ننجح البرلمان القادم يجب ان نعمل على إنجاح اي مشروع تنموي سياسي أم اقتصادي يصب في خدمة الناس والوطن سواء أكان من المعارضة أم الحكومة ولنبتعد عن لغة التحدي.
البرلمانات العربية معظمها مقسمة بين نائب يريد زرع الرمح في جسد مشروعات الحكومة فقط تشهيًّا، وبين وزير يريد أن شوي اي مقترح للمعارضة على النار وتكون الخسارة للناس، نريد تصالحاً يركز على الايجابيات وينتقد السلبيات، المثل الانجليزي يقول: «الثرثرة لا تسدد الضرائب» ويذكرنا دائماً فيلسوفنا العربي الشهير ابن رشد قوله: «اللحية لا تصنع الفيلسوف»، نريد الكفاءة ونظافة الكف ونقول: أملنا بقوائم مشتركة بين السنة والشيع
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1265 - الثلثاء 21 فبراير 2006م الموافق 22 محرم 1427هـ