في قصر السينما بقلب القاهرة، جرى الاحتفاء بالممثل السوري الكبير دريد لحام، إذ أهداه رئيس هيئة قصور الثقافة أحمد نوار درع الهيئة وشهادة تكريم اعترافاً بإسهاماته طوال مشواره الفني كنجم للكوميديا العربية الهادفة والإيجابية.
وقال الفنان دريد لحام عقب تكريمه: «إن كل فنان عربي يود أن يكون له موطئ قدم في القاهرة (هوليوود الشرق) أما أنا فأملك موطئ قلب في القاهرة، هذه المدينة أعطتني كل الفرح وكل الفخر... في طفولتي عندما كان عمري ستة أو سبعة أعوام في العيد عندما ننام فرحين بثيابنا المجددة وليست الجديدة، أنا اليوم أشعر بالفرح نفسه».
وقدم الناقد رفيق الصبان عرضاً لأحدث أفلام دريد لحام بعنوان «الآباء الصغار»، فأشار إلى أنه يعتقد أن الزمن هو الذي قدم هذا الفنان على مدى أربعين عاماً أو يزيد، لقد تحدى الزمن وقاوم الموج قادراً على الطفو فوق السطح طوال هذه المدة، ما يعني أن الله قد حباه محبة الجمهور، بانياً عالمه الكوميدي والضحكة السياسية... مضيفاً أنه يتميز وحده كممثل كوميدي باهتمامه بالأسرة العربية والأطفال، وأن فيلمه الجديد يعد واحداً للكبار والصغار، لأنه يضع يده على نقطة مهمة وهي «المسئولية»، أي مسئولية الآباء تجاه أطفالهم، ومسئولية الأبناء تجاه الآباء.
يتناول الفيلم الكوميدي (الآباء الصغار) الذي قام دريد لحام بتأليف القصة والسيناريو والحوار، فضلاً عن إخراجه أيضاً، قصة أسرة سورية عادية يتشارك فيها الزوجان في رعاية أطفالهما الأربعة على جميع المستويات، وعندما تتوفى الزوجة، يقع الأب في ضائقة مالية نظراً إلى غياب دخل الأم الراحلة من عملها، فيقرر أن يتوقف عن مواصلة دراسته الجامعية ويعمل إلى جانب وظيفته فترة دوام أخرى كسائق تاكسي في الليل... غير أن أطفاله يظهرون إحساساً بالمسئولية ومحبة لوالدهم، ويدبرون معاً إمكان دخل إضافي للعائلة بالعمل وبفكرة تأجير حجرة من حجرات المنزل.
وهنا تظهر بطلة الفيلم التي تمثلها حنان ترك، وهي فتاة مصرية تعمل مؤقتاً في دمشق في موضوع الآثار، ويكون لها دور إيجابي في تماسك هذه الأسرة ونجاحها.
يتسم هذا الفيلم الإنساني بإيقاع هادئ في المشاهد ونعومة في اللقطات، مطلاً على دمشق القديمة وأبنيتها التاريخية وأهلها الطيبين
العدد 1265 - الثلثاء 21 فبراير 2006م الموافق 22 محرم 1427هـ