استطاع عالم الانترنت بمواقعه المختلفة من منتديات ومواقع للمدونات الشخصية التي تعرف بـ «البلوغرز» ان يطغى على اهتمامات شريحة الشباب في مجتمعات العالم المختلفة بما فيها البحرين ولاسيما ان هذا العالم بالنسبة إلى البحرينيين يتمتع بعالمين مختلفين سواء في اللغة والاسلوب وحتى في الشكل والاطار العام.

فما يكتب في المنتديات أو في المدونات الشخصية من تعليقات على موضوعات شتى خصوصاً تلك المحلية منها تكون مختلفة باللغة الانجليزية إذ تجد شريحة بحرينية سهولة في التعبير عن آرائها من دون لغة الأم العربية وذلك بصورة اكثر عمقا وعقلانية من تلك التي تكتب باللغة العربية... وهذا بلا شك ليس تقليلا من شأن لغتنا العربية لكن الواقع وما نلمسه كشباب يبحث عن جديد وعن شيء يثري اهتماماته يلاحظ ذلك في مواقع أهل البحرين، إذ تكون اللغة العربية المستخدمة مختلفة وأكثر سوقية في غالب الأحيان.

ويرجع ذلك إلى عوامل كثيرة منها مخرجات التعليم واثرها على اسلوب الكتابة إلى مستوى الثقافة عند الفرد الذي ينعكس تلقائيا على طرحه ومدى تجاوبه.

هذه الملاحظة قد تختلف من بلوغرز لآخر إذ يجد الشباب لهم متنفسا للتعبير من دون اللجوء إلى الوسائل المتعارف عليها سواء عبر الصحف أو غيرها التي قد لا تنشر أفكارهم أو آراءهم ان تعارضت مع الحرية المتاحة. بلا شك لقد لعب عالم الإنترنت بأبوابه الواسعة دوراً مهماً في عالم حرية الرأي المفقودة داخل بلداننا العربية التي عموماً تكبت الحريات المتمثلة في الرقابة الحكومية أحيانا والرقابة الذاتية التي أصيبت بها حتى بعض الاقلام وذلك نتيجة عهود طويلة من المراقبة ومحاربة التوجهات والافكار المختلفة.

لذلك جاء الإنترنت ليقدم حلاً متميزاً للأقلام والآراء للتعبير عن رأيها بحرية وكشف الحقائق حتى وإن كانت بصورة ترفيهية... فتلك هي ثقافة العصر الحالي التي قد تستخدم في الجيد والرديء