العدد 1264 - الإثنين 20 فبراير 2006م الموافق 21 محرم 1427هـ

موت وخراب ديار

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

أحدث وصول انفلونزا الطيور إلى مصر الخميس الماضي حالاً من الذعر بين كثير من المصريين الذين يعتمدون على تربية الدواجن كمصدر وحيد للدخل، ويعتبر تعرض دواجنهم لهذا الفيروس الفتاك «موتاً وخراب ديار». وأغلقت محال ذبح وبيع الطيور في القاهرة أبوابها استجابة لحظر فرضته الحكومة وفتح بعضها أبوابه لكن الزبائن كان عددهم قليلا. ويقول المربون إن خسائر بملايين الدولارات ستلحق بمزارع الدواجن فيما تقول الحكومة إنها ستقدم تعويضات.

ومازالت حالات الإصابة بسلالة «اتش5 ان1» قاصرة على الطيور وأسفرت عن نفوق أو إعدام أكثر من 200 مليون طائر داجن في أنحاء آسيا ومناطق من الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا. لكن الفيروس أصاب أيضاً 169 شخصاً توفي منهم .91 وإذا اكتسب الفيروس القدرة على الانتقال بين البشر مباشرة فقد يتسبب في وباء عالمي يمكن أن يقتل الملايين.

ما يلفت الانتباه بالنسبة لاجتياح أنفلونزا الطيور لمصر هو وضع الشعب المصري نفسه، فالمصريون في غالبيتهم فقراء ويعتمدون على مهن بعضها ناجح ومزدهر وبعضها الآخر يعاني الأمرّين لأسباب متعددة. وعلى رغم ممارسة مهنة تربية الدواجن بأسلوب حديث في مصر إلا أن كثيراً من أبناء النيل الفقراء يربونها بطرق تقليدية في حظائر البيوت، وهؤلاء هم الذين تضرروا بشكل مباشر بالكارثة.

وما يدفعنا للتعاطف معهم إلى جانب الإحساس العميق بما يمرون بكوننا أبناء جلدة واحدة، هو القلق من الوعود التي أطلقتها الحكومة المصرية - التي مازالت توجه إليها الانتقادات في حادث العبارة «السلام 98» التي غرقت أخيراً في البحر الأحمر وراح ضحيتها نحو ألف شخص - بتعويض المتضررين من مربي الطيور. والمشكلة هنا تكمن في الفساد الإداري والبيروقراطية اللذين يحاول الشق الصالح من الحكومة القضاء عليهما، ولكن يدفع فقراء المصريين الثمن باهظاً بسبب قوة الفاسدين

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1264 - الإثنين 20 فبراير 2006م الموافق 21 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً