مملكة البحرين اليوم وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً... وهي تنال ثقة جميع الدول القريبة منها والبعيدة... وذلك بفضل القيادة الرشيدة للمملكة المتمثلة في صاحب العظمة جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين... وصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء الموقر... وصاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد والقائد العام لقوة دفاع البحرين... حفظهم الله لنا جميعاً... واليوم أصبح صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر... والعم العزيز لجلالة الملك... هو الأب العطوف والوالد النصوح لعموم مملكة البحرين وشعبها الكريم... وعندما يفتح مجلسه لضيوفه الكرام من عموم شخصيات المملكة وروادها ، فهو بلاشك وبشهادة الجميع يفتح قلبه لهم... إضافة إلى سعة صدره الكريم الذي يستوعب سماع جميع الآراء... والانتقادات... والشكاوى التي تسجل في نفس اللحظة من قبل ديوانه... ثم توجد لها الحلول السريعة.
يبدأ طويل العمر مجلسه بالوقوف والسلام على جميع من حضر... وهذا يستغرق وقتاً لا يقل عن 45 دقيقة... يتحملها سموه الكريم بسعة صدر كبيرة ونادرة... يتشرف جميع الحضور بمصافحته ويسأل عنهم وعن أحوالهم، والبعض لديه الكثير من الرسائل والطلبات وسموه يتقبلها ويسأل عن محتواها بسعة صدر وبابتسامة كبيرة، والبعض لديه طلبات شفوية فيستمع له صاحب السمو بإصغاء... كل ذلك وطويل العمر واقف... ولا يجلس حتى ينتهي الجميع من السلام عليه وتقديم طلباتهم... الله يعطيه الصحة والعافية.
بعد تفضله بالجلوس... يبدأ صاحب السمو بالحديث... وأي نوع من الحديث... الطيبة تغمره، والابتسامة لا تفارق محياه، والاحترام العظيم لأدب الكلام الرفيع... ثم يصغي طويل العمر لكل من يريد الكلام أو الشكوى أو إضافة نوع من النقد البناء... وكل ما انتهى رجل محترم من حديثه يأتي دور سمو رئيس الوزراء بالتعقيب السريع، والتحليل المتمكن، والآراء السديدة.
إن كان الحديث عن شكوى... فإن سموه عنده الصبر وسعة الصدر لسماع الحديث إلى الآخر ثم يرد عليه بكل ثقة وسعة أفق، إضافة إلى أمر بتسجيل هذه الشكوى ليتناقش فيها مع الوزير المختص... وإن كان الحديث عن استفسار... فإن سموه كريم جداً في الإجابة الشافية التي تبين حجم اطلاعاته على جميع ما يدور في المملكة وخارجها، ويتكلم ويتحدث بسعة أفق كبيرة تجبر كل من يستمع له على الإصغاء والدهشة في نفس الوقت.
طويل العمر... سمو رئيس الوزراء يبدأ صباحه يومياً بقراءة جميع المواضيع والأخبار وفي جميع الصحف الصادرة... الداخلية والخارجية... وعندما يأتي إلى مجلسه يبهر الحضور بسرد موضوعات وأخبار صغيرة وموضوعة في ركن صغير وفي صفحة داخلية يصعب على القارئ العادي أن ينتبه لها... ولكن الكبير دائماً ما يكون كبيراً... وطويل العمر كبير جداً في الاطلاع على كل ما يهم المملكة والمواطن.
من الموضوعات التي قرأها طويل العمر وعلق عليها في مجلسه بالأمس... موضوع يتعلق بسرقة شخص موظف في شركة وكان قد أرسل لسحب مبلغ نقدي يقدر بعشرة آلاف دينار لدفع بعض المصاريف الضرورية لهذه الشركة... وعندما سحب هذا الموظف المبلغ وضعه في (البي تي)... ثم توقف لقضاء حاجة ما ليست ضرورية... وعندما رجع وجد أن هناك من فتح السيارة وكسر (البي تي) وسرق المبلغ... الآن هناك سؤالان؛ السؤال الأول: كيف علم السارق بوجود هذا المبلغ الكبير في (البي تي)؟... والسؤال الثاني: ماذا يطلق على (البي تي) باللغة العربية؟!
يستغرق مجلس صاحب السمو أكثر من ساعة بنحو قليل... وهو لا ينهي المجلس من دون أن يكون جميع من يريد الكلام من الحاضرين قد انتهى... ونعم العطف... ونعم سمو الأخلاق... ثم يقف طويل العمر للمغادرة، ويقف الجميع احتراماً له، ولكنه أيضاً يسلم ويشكر ويتكلم مع جميع من يأتي إليه أو يصادفه عند الخروج من المجلس.
بالأمس... كنت في المجلس الكريم لصاحب السمو الكريم رئيس مجلس الوزراء الموقر... واستمتعت كثيراً بأحاديثه الأبوية التي شمل بها جميع الرجال المحترمين والحاضرين لمجلس سموه... وأخيراً أقول: الله يعطيك طول العمر ويسدد خطاك يا صاحب السمو
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ