العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ

الجلوس بين أسنان التنين

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا أريد أن أسكب الزيت الحارق على جلد أحد، فوظيفة الكاتب ليس إشعال الحرائق وإلقاء أعواد الكبريت المشتعلة على الناس. دور المثقف أن يعمل على تجسير العلاقة ما بين السلطة والناس. ليس مطلوبا منه لا النوم في فراش الدولة ولا الجلوس بين أسنان تنين المجتمع. يجب ألا يحول كلامه إلى وشاية علنية لإحراق بقية المنزل الوطني ولو بلباس رداء الوطنية والتستر وراء أثواب تنكرية.

فالمثقف يجب أن يقول كلمة الحقيقة لتصب في خدمة المصلحة العامة ولو كلفه ذلك البقاء وحيدا في كوخ الغربة منعزلا على تلة جبل واقعنا الاجتماعي بلا دفء إنساني.

بدايةً ندق الطبول لعزم الوفاق الدخول إلى البرلمان. نتمنى أن توفق لاختيار نواب اكفاء ومترافعين علميين أقوياء، وان يتم تشكيل قوائم مشتركة من قبل كل الجمعيات من كل الأطياف الوطنية والإسلامية لنعطي صورة جميلة للبحرين. نتمنى أن نرى لدى قوائم الإخوان والإصلاح بعض المرشحين من الشيعة، ونرى عند قوائم الوفاق مرشحين من السنة من اخوان وغيرهم للعمل المشترك لتكون مملكة البحرين هي المنتصرة عبر ترسيخ الوحدة الوطنية.

المشاركة هي الأسلوب الأفضل ونبارك للوفاق تحركها في ذلك. كما يجب أن ننصت لصوت العقل ويجب أن نتحمل الصعاب وظلم القريب في هذا الخيار. البحرين لن تصل الى المواقع المتقدمة إلاّ عبر تحقيق معادلة التنمية القائمة والمتحركة وفق جدلية المعرفة والثروة والتنمية.

المعرفة وهي تعتمد على خريطة الطموح فلا تحدها حدود. نحن بحاجة الى مفكرين معتدلين لا إلى خطباء مثيولوجيين، لأن أولئك يشتغلون على العقل وهؤلاء على العاطفة. والعقل يجب أن لا يوضع في زجاجة مقفلة كالقناني الغازية أو ثلاجة ايديولوجية تبرد خلاياه. العقل لا يعلب في علب بمواد حافظة كعلب السردين أو التونة. سر تأخرنا في العالم الشرقي هو ادعاء احتكار الحقيقة في كل شيء، وسر تقدم الغرب هي الجدلية الديكارتية التي يعيشون عليها.

اليوم هناك حرب بين المثقفين في البحرين بسبب مواسم ثقافية. اقول: اجلسوا مع بعض ونسقوا. لا نريد حرباً أهلية ثقافية فنخسر جميعاً صدقيتنا أمام الضيوف، وليقدم كل طرف خطة للقاء. المثقف يجب أن يقول كلمته وان لم يمتلك شهادة تأمين، فلوركا قتل في إسبانيا لأنه طرح ما يؤمن به وكذلك الحلاج وسقراط وغيرهما. المثقف يجب أن يكون ضد العدمية وضد المخدرات المؤدلجة التي تعمل على صناعة الخرافة وتعليب الفكر وتوثين البشر، وكذلك ضد القطيعة مع الآخر، ومع التطور الإنساني ومواكبة العصر ومع الانفتاح، بما لا يتعارض مع الثوابت الاسلامية والوطنية.

ويجب أن يكون صدر المثقف برحابة البحر لا بضيق الزنزانة. بمعنى أن يؤمن بالرأي الآخر. خلال هذه الأشهر المقبلة سنشهد أكثر من صراع ديكة تمهيداً للانتخابات المقبلة على طريقة تحويل المطار إلى البديع.

أتذكر انه في الفترة السابقة من الانتخابات البلدية شهدنا حتى تزويراً في الشهادات للفوز في انتخابات البلدية. أحد المترشحين ذهب ليجرجر حرف (الدال) ليحظى على لفظة دكتور ولو باللعب على ذاكرة الجمهور في حركة استهبالية، لكن ولله الحمد تبين أن اللفظة لم تحقق نتائج خصوصاً بعد انتشار رائحة الدال المزيفة عبر رائحة بلاستيكية بسبب الاحتراق. وفي هذه المراحل يكثر الابطال السوبرمانيون وتشتد عضلاتهم بسبب سبانخ باباي وبريق الشو. بعض هؤلاء ينامون 9 أشهر كالدببة القطبية ولا يستيقظون إلا عند حمى الانتخابات. فالوطني يفكر في الانتخابات المقبلة، والسياسي في الانتخابات المقبلة كما يقول أرسلان. تحياتي.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً