تزداد ظاهرة الشيخوخة بين سكان العالم بشكل مطرد وبمعدل مذهل. فقد زاد مجموع الذين يبلغون من العمر 60 سنة فأكثر من 200 مليون في العام 1950 إلى 400 مليون في العام 1982، ومن المقدر أن يصل إلى 600 مليون في العام 2001 وإلى 1,2 مليار في العام 2025، وفي ذلك الوقت، سيكون أكثر من 70 في المئة منهم يعيشون فيما يسمى اليوم بالبلدان النامية. وزاد كذلك، عدد الذين يبلغون من العمر 80 سنة فأكثر، إذ ارتفع من 13 مليون في العام 1950 إلى أكثر من 50 مليوناً اليوم، ومن المقدر أن يزيد إلى 137 مليوناً في العام 2025. وهذه الفئة هي أسرع فئات السكان زيادة في العالم، ومن المقدر أن تزداد بمعادل يبلغ 10 في المئة بين العام 1950 والعام 2025 مقابل معادل يبلغ 6 في المئة بالنسبة إلى الفئة البالغة من العمر 60 سنة فأكثر، ومعادل يبلغ أكثر من ثلاثة في المئة بقليل بالنسبة إلى مجموع السكان.
جاء ذلك في وثيقة صدرت عن مكتبة حقوق الإنسان بجامعة منيسوتا في العام 1995.
وحديثاً أكد ذلك شريباد تولجابوركار الاستاذ في جامعة ستانفورد وخبير في علوم الاحياء الذي توقع ارتفاع سن التقاعد الى 85 عاما بحلول العام 2050. وقال ان التقدم الذي حصل في مجال تأخير الشيخوخة يمكن ان يرفع معدلات الاعمار بنحو 20 عاماً خلال العقدين المقبلين.
وجاءت توقعاته خلال المؤتمر السنوي لـ «الجمعية الاميركية لتقدم العلوم» الذي عقد حديثاً في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري.
وقال ان «الناس سيقومون بأشياء لم يعتادوا القيام بها في الماضي. ووضع تولجابوركار «سيناريو» افترض فيه ان التقنيات المتبعة لاطالة العمر ستؤخر الموت بمعدل عام كل سنة في الفترة الواقعة ما بين 2010 و2030.
كما اشار الى ان كلفة الرعاية الاجتماعية والطبية يمكن ان ترتفع بمعدل الضعف اذا استمر سن التقاعد عند 65 عاما. وقال ان رفع سن التقاعد الى 85 عاما يمكن ان يبقي هذه الكلفة عند المعدلات الحالية.
على أنه أضاف قائلاً ان الصورة ستختلف في الدول النامية التي لن يحصل سكانها على فرصة زيادة اعمارهم مثلما يحصل في الدول الصناعية.
هذه الأرقام وأخرى غيرها هي أمثلة توضيحية لثورة هادئة، ولكنها ثورة ذات نتائج بعيدة المدى يتعذر التنبؤ بها. والأسوأ من ذلك أننا غير آبهين بأخطار عناصر تكونها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ